توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نشوة رواية الحياة

  مصر اليوم -

نشوة رواية الحياة

بقلم - خالد منتصر

كتاب جذبنى عنوانه واسم كاتبته، فالعنوان فيه ظلال من سيرة ذاتية وأنا أعشق السير الذاتية عندما تكتب بحبر الصدق، والكاتبة هى سلمى قاسم جودة من بيت علم وصحافة وثقافة وترجمة، فوالدها هو الصحفى الكبير أحمد قاسم جودة الذى أورثها هذا الشغف بالثقافة والأدب والكتابة، الكتاب جولة فى حديقة الإبداع المحلى والعالمى، والكاتبة تتميز فضلاً عن رشاقة الأسلوب، باللقطة، فلقطاتها ذكية ومدهشة وخارج السرب، وتتميز أيضاً بانحيازها لمن تحب بغض النظر عن الرأى النقدى المسيطر أو السائد الذى من الممكن أن يعرضها لهجوم، فهى مثلاً تنحاز ليوسف السباعى الذى طرده النقد اليسارى - الذى كان مسيطراً فى الستينات - من جنة التميز الروائى، بحجة أنه سلطوى ويكتب الأدب الرومانسى.. إلخ، ولكنها تدافع بأن من كتب «السقا مات» و«نائب عزرائيل» هو روائى له قدم راسخة وجذور إبداعية متميزة، وكذلك إحسان عبدالقدوس الذى اتهموه أيضاً بأنه صاحب الأدب المخملى الذى يكتب عن الأندية الأرستقراطية ولا يكتب عن العامل الفقير أو الفلاح الغلبان، تلك الاتهامات الجاهزة المقولبة، هى تقرأ لإحسان بعين محايدة استطاعت أن تنفذ إلى أغواره العميقة، ولكنها ليست منحازة ليمين أو يسار فهى تكتب فقط من منطلق تذوق الإبداع الحقيقى، لذلك تكتب عن روائى يسارى عظيم مثل صنع الله إبراهيم وتشرح رواياته بكل دقة وبكل حب أيضاً، وتقدم عرضاً لعدة روايات لأشرف العشماوى منها «زمن الضباع وبيت القبطية والبارمان»، أما الفصول التى ناقشت فيها أدب نجيب محفوظ فهى قد كتبتها بمنتهى الإبداع، مما يجعلنى أناشدها بأن يكون كتابها القادم عن أدب نجيب محفوظ فقط، فقد وصلت إلى داخل منجم محفوظ الروائى واستخرجت لنا من كنوزه الدرر والجواهر، فهو بالفعل كما وصفته سلمى بداية بلا نهاية، رومانسية سلمى جودة فى كتابتها ليست رومانسية محلقة فى الفراغ ولكنها رومانسية تجعلنا نلمس نبض الحياة حتى عندما تتكلم عن غرام من هى فى السبعين عند ماركيز، تتكلم بود واحتواء، وعندما تحكى لنا عن فيرونيكا لباولو كويلو تجعلنا نلمس ونجس لحم الشخصية، وجرأتها فى طرح ما هو عكس التيار لافتة للانتباه، فهى تعلن فى الكتاب عن انحيازها وعشقها لفن الرقص الشرقى وتذكر الراقصة ناهد صبرى وغيرها من راقصات ذلك الزمن غير عابئة من نقد التيار الرجعى المتخلف اللاذع، فهى تكتب عمن تحب ولا يهمها مغازلة الشارع، سلمى تكتب فى هذا الكتاب عن المؤسسين وحراس الإبداع الحقيقى والتنويريين الذين دفعوا من حياتهم واستقرارهم لكى ينيروا عقولنا وعلى رأسهم طه حسين.

شكراً لسلمى قاسم جودة على هذا الكتاب الممتع. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نشوة رواية الحياة نشوة رواية الحياة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon