توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهجرات والقارة العجوز

  مصر اليوم -

الهجرات والقارة العجوز

بقلم - خالد منتصر

فى عام 1950، كان 12٪ فقط من سكان أوروبا فى سن الخامسة والستين، أما اليوم فقد تضاعفت هذه النسبة، حيث تشير التوقعات إلى أنه فى عام 2050 ستصبح نسبة السكان الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين أكثر من 36٪، وهذا يعنى أمراً واحداً؛ إن أوروبا تشيخ!

عندما خرجت هذه العبارة من مراكز الدراسات الاجتماعية الغربية، دُق ناقوس الخطر. فى الماضى، كان لكل امرأة فى أوروبا بالمتوسط أكثر من طفلين. ولكن منذ عام 2000، انخفض معدل الخصوبة إلى ما أقل من ذلك. وكذلك يعيش الأوروبيون ليبلغوا أعماراً أطول الآن؛ حيث يعيشون 78 عاماً فى المتوسط، سيؤدى هذا إلى زيادة الطلب والضغط على الرعاية الصحية، بما يعادله من موارد مالية كبيرة. فمثلاً، فى عام 2014، كانت دول منظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادى تنفق فى المتوسط ​​1.4٪ من الناتج المحلى على الرعاية الصحية طويلة المدى، ولكن من المتوقع أن ترتفع هذه التكاليف بشكل كبير لتصل إلى 6.4٪ بحلول عام 2060. ويبلغ الإنفاق العام على الرعاية الطويلة الأجل أعلى مستويات له فى هولندا والدول الاسكندنافية (حيث يكلف 3٪ إلى 4٪ من الناتج المحلى الإجمالى)، كل هذا مع قلة معدلات الخصوبة، فهل سيحل تلك المشكلة المهاجرون؟

صدر فى باريس تقرير ذكر فيه خبراء من الاتحاد الأوروبى ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية أن «القارة المسنة» يمكنها تفادى أن تدب الشيخوخة فى أوصال قطاع القوى العاملة إذا استفادت من المهاجرين، وذلك بإدخالها المزيد من النساء والمسنين إلى سوق العمل وتشجيع تحركهم داخل حدود أوروبا والاستفادة من المهاجرين الموجودين بالفعل بأكبر درجة ممكنة.

فى 2022، أبلغ نحو 3 من أصل كلّ 10 شركات عن نقص فى العمالة، كما تحدثت 74 فى المائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة عن وجود نقص فى العمَّال المَهَرة. وفى يونيو 2023، قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إنّ فنادق أوروبية اضطرت إلى إغلاق طوابق كاملة، وقلَّصت المطاعم ساعات عملها، بسبب النقص المزمن فى العاملين فى قطاع الضيافة، وقال كريستوف ديمون، الخبير فى شئون المهاجرين فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية بباريس: «إذا أغلقت الباب (فى وجه المهاجرين) ستدفع ثمناً اقتصادياً». وأضاف: «فى الوقت الراهن يمكننا الاستفادة أكثر من المهاجرين الموجودين بالفعل وخلق توازن أفضل بين مهاراتهم واحتياجات السوق، لكن على المدى الطويل لن يقتصر الأمر على التوفيق بين المهارات، بل سيتعلق بالأعداد»

لكن المشكلة التى تواجه الأوروبيين هى مشكلة الهوية التى أثر عليها وأربكها المهاجرون الذين لا يريدون الاندماج فى الثقافة الأوروبية، وهكذا تعيش القارة العجوز صراعاً لم يُحسم بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجرات والقارة العجوز الهجرات والقارة العجوز



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon