توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

  مصر اليوم -

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

بقلم - خالد منتصر

من حق كل مواطن مصرى أن يحلم. ومع الاستحقاق الرئاسى الجديد، وتزامناً مع حلف الرئيس السيسى لليمين اليوم الثلاثاء، يحق للجميع عرض أحلامهم، وطرح سؤال مُلح: ماذا يريد كل منا فى الجمهورية الجديدة؟ وما هى أحلامه؟ أنا شخصياً أرى أن شفرة الحلم ومفتاحه، وطوق النجاة وشاطئ الأمان، فى كلمة واحدة اسمها «العلم»، ولكى يتحقق هذا الحلم لا بد أن نعرف جيداً ونعى تماماً أن العلم مختلف عن التكنولوجيا، المنجزات التكنولوجية هى نتاج وثمرة العلم.

أما العلم نفسه فهو منهج وطريقة تفكير تحتاج فى البداية أن تكون الأسئلة بلا سقف، ألا تحتوى مدرجات العلم على خطوط حمراء، كل شىء على طاولة تشريح العلم بدون قمع للفضول العلمى الذى من الممكن أن تستغرب أسئلته فى البداية، أو تندهش من مجالات بحثه، لكنك فى النهاية تُحرِّض وتشجع على منهج نواته الأساسية «السؤال»، والعالم الحقيقى هو الذى يجرب ويبحث فى مجالات ممكن دحضها وتكذيبها كما قال الفيلسوف كارل بوبر، فهو لا يبحث فى الماورائيات، ولا يتكلم عن غيبيات أو أشباح، إنه يبحث فيما نستطيع إجراء التجارب عليه، وأيضاً الرد على هذه التجارب وتخطئتها.

أما ما عدا ذلك فهو ليس من اختصاصه، ليست مهمته أن يُدخلك الجنة أو النار ويحكم على نيتك، ويحاول أن يُغلِّب ديناً على دين أو عقيدة على عقيدة بإخضاع العلم لتفسيرات أو تأويلات دينية، وهذا تحقق بامتياز فى مجال القضاء على فيروس سى والوصول إلى وطن بدون التهاب كبد وبائى، بعد أن وصلت نسبته إلى ٢٠٪ فى بعض المحافظات.

كان التعامل علمياً كما تعاملنا علمياً فى حرب أكتوبر، حين ألحقنا المؤهلات العليا بالجيش، وبدأنا فى وضع خطة خداع استراتيجى على أعلى مستوى، منها اختيار توقيت العبور والأسلوب الذى سيتم به بكل دقة، ودراسة المخزون من الطعام والدواء، واستخدام خراطيم المياه لتحطيم الساتر الترابى، وتشكيل حزام أمان من الصواريخ المضادة للطائرات.. إلخ، هكذا تخلصنا من هزيمة ١٩٦٧.

كذلك فى مقاومة فيروس سى، بدأنا المفاوضات مع الشركة المنتجة للسوفالدى، إلى أن وصلنا لصرف الدواء مجاناً فى الوحدات الصحية، وهكذا تخلصنا من هزيمتنا بالدجل اللاعلمى الذى عشنا فيه سنوات طويلة مع تجار الأعشاب والطب البديل وسماسرة الوهم.

لذلك، ولكى نتصالح مع المنهج العلمى ويدخل فى نخاعنا ويلتصق بكرات دمنا الحمراء، لا بد أولاً من زيادة الإنفاق على البحث العلمى، ودعم معامل الجامعات والمركز القومى للبحوث، وأن تكون رسائل الدكتوراه جادة وفى المجالات التى ستنهض بنا وتحل مشاكلنا، لا أن تكون نقلاً بمسطرة، و«كوبى بيست» من أبحاث أجنبية، لكن قبل هذا لا بد من خلق العقلية العلمية عند الناس، عقلية السؤال والشك والبحث والتقصى والتفنيد والتحليل والتجربة.

فمن الممكن للجاهل علمياً أن يستعيد عدوى الفيروس بجهله، واللجوء لأعشاب غير مخزنة جيداً من سمسار وهم وضلال، فيدخل فى سرطان كبد نتيجة السموم التى فى الأعشاب، أو يستخدم أدوات غيره فينقل العدوى.. إلخ، لا بد من خلق تلك الأرضية العلمية والتمهيد لها ببرنامج علمى تليفزيونى يحكى كيف أنعم علينا العلم بكل تلك المنجزات، يؤكد للمشاهد أنه قد شُفى من ذبحة القلب بالقسطرة لا بالبردقوش، ومن فيروس سى بالسوفالدى لا بالرقية أو الخلطة العشبية السحرية، لا بد أن نُعلِّمه محبة العلم والتخلص من كراهيته، البرامج والنوافذ العلمية ليست رفاهية ولا زائدة عن الحاجة، لكنها قضية أمن قومى لوطن يريد أن ينهض، يريد أن يستكمل حلمه وينافس فى عصر الحداثة وزمن السماوات المفتوحة. العلم ليس كم معارف ومعلومات مكدسة، العلم طريقة تفكير لحل المشكلات، يحتاج إلى أجنحة تحليق، ويحتاج إلى دعامات، منها تجديد الفكر الدينى الذى طالما نادى به الرئيس، يحتاج إلى التنوير وحرية البحث دون اتهامات تكفير أو تخوين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة أحلام العلم في الجمهورية الجديدة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon