توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

  مصر اليوم -

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

بقلم - خالد منتصر

من حق كل مواطن مصرى أن يحلم. ومع الاستحقاق الرئاسى الجديد، وتزامناً مع حلف الرئيس السيسى لليمين اليوم الثلاثاء، يحق للجميع عرض أحلامهم، وطرح سؤال مُلح: ماذا يريد كل منا فى الجمهورية الجديدة؟ وما هى أحلامه؟ أنا شخصياً أرى أن شفرة الحلم ومفتاحه، وطوق النجاة وشاطئ الأمان، فى كلمة واحدة اسمها «العلم»، ولكى يتحقق هذا الحلم لا بد أن نعرف جيداً ونعى تماماً أن العلم مختلف عن التكنولوجيا، المنجزات التكنولوجية هى نتاج وثمرة العلم.

أما العلم نفسه فهو منهج وطريقة تفكير تحتاج فى البداية أن تكون الأسئلة بلا سقف، ألا تحتوى مدرجات العلم على خطوط حمراء، كل شىء على طاولة تشريح العلم بدون قمع للفضول العلمى الذى من الممكن أن تستغرب أسئلته فى البداية، أو تندهش من مجالات بحثه، لكنك فى النهاية تُحرِّض وتشجع على منهج نواته الأساسية «السؤال»، والعالم الحقيقى هو الذى يجرب ويبحث فى مجالات ممكن دحضها وتكذيبها كما قال الفيلسوف كارل بوبر، فهو لا يبحث فى الماورائيات، ولا يتكلم عن غيبيات أو أشباح، إنه يبحث فيما نستطيع إجراء التجارب عليه، وأيضاً الرد على هذه التجارب وتخطئتها.

أما ما عدا ذلك فهو ليس من اختصاصه، ليست مهمته أن يُدخلك الجنة أو النار ويحكم على نيتك، ويحاول أن يُغلِّب ديناً على دين أو عقيدة على عقيدة بإخضاع العلم لتفسيرات أو تأويلات دينية، وهذا تحقق بامتياز فى مجال القضاء على فيروس سى والوصول إلى وطن بدون التهاب كبد وبائى، بعد أن وصلت نسبته إلى ٢٠٪ فى بعض المحافظات.

كان التعامل علمياً كما تعاملنا علمياً فى حرب أكتوبر، حين ألحقنا المؤهلات العليا بالجيش، وبدأنا فى وضع خطة خداع استراتيجى على أعلى مستوى، منها اختيار توقيت العبور والأسلوب الذى سيتم به بكل دقة، ودراسة المخزون من الطعام والدواء، واستخدام خراطيم المياه لتحطيم الساتر الترابى، وتشكيل حزام أمان من الصواريخ المضادة للطائرات.. إلخ، هكذا تخلصنا من هزيمة ١٩٦٧.

كذلك فى مقاومة فيروس سى، بدأنا المفاوضات مع الشركة المنتجة للسوفالدى، إلى أن وصلنا لصرف الدواء مجاناً فى الوحدات الصحية، وهكذا تخلصنا من هزيمتنا بالدجل اللاعلمى الذى عشنا فيه سنوات طويلة مع تجار الأعشاب والطب البديل وسماسرة الوهم.

لذلك، ولكى نتصالح مع المنهج العلمى ويدخل فى نخاعنا ويلتصق بكرات دمنا الحمراء، لا بد أولاً من زيادة الإنفاق على البحث العلمى، ودعم معامل الجامعات والمركز القومى للبحوث، وأن تكون رسائل الدكتوراه جادة وفى المجالات التى ستنهض بنا وتحل مشاكلنا، لا أن تكون نقلاً بمسطرة، و«كوبى بيست» من أبحاث أجنبية، لكن قبل هذا لا بد من خلق العقلية العلمية عند الناس، عقلية السؤال والشك والبحث والتقصى والتفنيد والتحليل والتجربة.

فمن الممكن للجاهل علمياً أن يستعيد عدوى الفيروس بجهله، واللجوء لأعشاب غير مخزنة جيداً من سمسار وهم وضلال، فيدخل فى سرطان كبد نتيجة السموم التى فى الأعشاب، أو يستخدم أدوات غيره فينقل العدوى.. إلخ، لا بد من خلق تلك الأرضية العلمية والتمهيد لها ببرنامج علمى تليفزيونى يحكى كيف أنعم علينا العلم بكل تلك المنجزات، يؤكد للمشاهد أنه قد شُفى من ذبحة القلب بالقسطرة لا بالبردقوش، ومن فيروس سى بالسوفالدى لا بالرقية أو الخلطة العشبية السحرية، لا بد أن نُعلِّمه محبة العلم والتخلص من كراهيته، البرامج والنوافذ العلمية ليست رفاهية ولا زائدة عن الحاجة، لكنها قضية أمن قومى لوطن يريد أن ينهض، يريد أن يستكمل حلمه وينافس فى عصر الحداثة وزمن السماوات المفتوحة. العلم ليس كم معارف ومعلومات مكدسة، العلم طريقة تفكير لحل المشكلات، يحتاج إلى أجنحة تحليق، ويحتاج إلى دعامات، منها تجديد الفكر الدينى الذى طالما نادى به الرئيس، يحتاج إلى التنوير وحرية البحث دون اتهامات تكفير أو تخوين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة أحلام العلم في الجمهورية الجديدة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon