توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس الحشاشين (٤)

  مصر اليوم -

دروس الحشاشين ٤

بقلم - خالد منتصر

لا يوجد حب فى التنظيمات الدينية بين أفرادها، لكن يوجد صراع على الاحتفاظ بالكرسى، وانسحاق أمام الأمير قائد التنظيم أو زعيم العصابة، هذا درس آخر من دروس مسلسل الحشاشين، الكل فى خدمة الفكرة التى تجعل تنظيمهم على قيد الحياة، لكن شعور الحب وتلك المشاعر الحميمة لا مكان لها فى تلك التنظيمات، الأب من الممكن أن يقتل ابنه، الصديق يغتال صديقه، رفيق الحياة يغدر برفيقة حياته، عادى جداً، الحب شعور إنسانى رفيع وراقٍ، لا مكان له فى مجتمع وحشى ملىء بالضباع، الحب نبض قلب لا مكان له فى مجتمع الذبح ونزف الدم، كنا نظن أن حسن الصباح يحب زوجته ويهيم بها، لكنه أرسل من تقتلها وتنتحر صارخة: أنا فداء صاحب مفتاح الجنة!!، حسن الصباح قتل ابنه عندما أحس بأن الفكرة تخلخلت، وبدأ الشك يتسرب لنفوس الأتباع، فقدم الابن فداء وقرباناً لخلود الفكرة، وحتى يخرج عليهم ويقنعهم ويخدرهم بفكرة الأمير العادل الذى ينفذ العدل حتى ولو على فلذة كبده، قتل صديقه زيد بن سيحون، تابعه المطيع الذليل وخادمه الأمين وسره المستتر، لكن الصباح ليس له عزيز إلا ذاته المتورمة المتضخمة، لم يحزن إلا على الرضيع الذى قتله أتباعه وهو الذى كان يجهزه للخلافة، ابنه من راعية الغنم التى قابلها صدفة، لكنه لم ينتقم أو يثأر، لأنه لو اعترف بأن هذا الرضيع ابنه ستنهدم الفكرة والمصداقية، لذلك قالها له برزك أوميد بكل ثقة وبدون أن تهتز له شعرة أو يرمش جفن، كان برزك متحدياً ومتأكداً من عدم تكذيب الصباح له، لكن حسن الصباح كان داخلياً فى منتهى الحزن لأن الفكرة من الممكن أن تنزوى وتخبو برحيله، إنها النرجسية لا الحب، عاطفة الحب التى أضاءت مسلسل الحشاشين بصدق هى العاطفة التى كان يكنها يحيى لمعشوقته نورهان، والتى ظلت على العهد مخلصة لحبه، وظل هو على العهد أيضاً حتى وهو يساق إلى الإعدام، قدم لنا المسلسل بصيصاً من الأمل وقبساً من النور فى الطفل الذى خرج من رحم نورهان إلى الدنيا ليظل الحب خالداً أبد الدهر، هرب يحيى من الجنة المزيفة إلى جنة الحب، وخرجت نورهان من جحيم الجوارى والسبايا إلى دفء العائلة وحضن يحيى، كان حباً غير مزيف، هربا من قلعة لا تعرف إلا الكراهية والحقد والغل والسواد، يضحك عليك من يخبرك أن قلاع التنظيمات الدينية فيها رائحة وعطر الحب، مستحيل أن تغرد طيور الحب فى أقبية التعذيب وسجون القهر والرعب والتخويف وسحق الإنسان بشعارات دينية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس الحشاشين ٤ دروس الحشاشين ٤



GMT 05:07 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

بدايات

GMT 05:03 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

عبير الكتب: طه حسين والفتنة الكُبرى

GMT 05:01 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

حرب السودان... كيف قلب الجيش الموازين؟

GMT 04:58 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

انتهت وظيفة السلاح اللاشرعي

GMT 04:53 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مفاهيم فلسفية وتحديات سياسية

GMT 04:51 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مشهد الساحل السوري له خلفية

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري

GMT 22:39 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

الكشف عن صورة صادمة للراقصة الروسية جوهرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon