توقيت القاهرة المحلي 19:12:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بابا جه

  مصر اليوم -

بابا جه

بقلم -خالد منتصر

الكوميديا من أصعب فنون الكتابة، فهى تخاطب العقل أكثر من دغدغة المشاعر التى هى ملعب التراجيديا، والكوميديا فى مصر أصعب، لأن الكوميديا تلعب على التناقضات، والجمهور فى مصر يتعامل فى الشارع مع تناقضات كوميدية طوال الوقت، فأن تقدم له جديداً يضحكه فهذه مهمة ثقيلة وصعبة، لأننا تعودنا منذ فترة على الممثل الكوميدى، الذى يعتمد على طريقة نطق غريبة أو عاهات جسدية أو سخرية من كومبارس وتنمر عليه أو صفعه حتى يستدر ويغازل قطاعات من المشوهين نفسياً واجتماعياً.. إلخ.

حقق مسلسل «بابا جه» تلك المعادلة الصعبة، كوميديا جديدة وإن كانت مقتبسة من كتاب كورى، إلا أن الكتابة مصرته ومنحته الطعم المصرى المميز، وختمت عليه بختم المحروسة «صُنع فى مصر»، المسلسل قماشته واسعة، لأن فكرته الجوهرية تسمح بذلك، فهى عن الأب الذى يجلس فى البيت بلا عمل، وتضطره الظروف أن يعمل أباً بالإيجار لعائلات تضطرها الظروف للبحث عن أب بديل، هذه الظروف من الممكن أن تكون انفصالاً أو انشغالاً أو إهمالاً.. إلخ.

فكرة مبتكرة وتسمح بمساحات كوميديا عالية، ومواقف باسمة متنوعة لا تحتاج إلى تنمر أو بهلوانيات لكى تُضحكنا بطريقة فجة ومبتذلة، البداية عندما تسمع الابنة مشاجرة بين الأب والأم تنتهى بأن تصفه الأم بأن مالوش لزمة، وفى حفلة المدرسة عندما تسأل المدرسة الطفلة عن الشىء الذى فى حياتها يستحق أن تتبرع به لأن مالوش له لزمة، فتشير إلى الأب، البداية صدمة ميلودرامية فاجعة، كيف أخذها المسلسل لمساحة كوميديا، هذا هو الذكاء، أن تولد بنعومة من خلال موقف صادم كوميدياً، ثم تخرج برشاقة لضحكة وبسمة من موقف وليس من مونولوجات تتخللها نكت.

المسلسل يُقدّم كوميديا رشيقة، واللعب مع الأطفال يمنح المسلسل مذاقاً جميلاً لا يحتاج إلى بهارات من الألفاظ الخارجة أو الإيحاءات التى خارج سياقها لمجرد زغزغة الجمهور، فيعود المخرج خالد مرعى إلى كامل لياقته الفنية ويقدّم خلطة فنية جميلة سهلة الهضم وممتدة التأثير والمتعة.

أكرم حسنى بحس الكتابة الكوميدية الذى يمتلكه بات يعرف كيف يستغل المنطقة الكوميدية، وكيف يصل إلى قمتها دون أن تكون ممجوجة، يضحكنا بسلاسة وبدون «حزق». أكرم حسنى نجم كوميدى يعرف جمهوره جيداً واكتسب جمهوراً جديداً من الأطفال أضيف إلى رصيده الفنى الغنى. نسرين أمين خرجت من عباءة «حملة فريزر» وأثبتت أنها فنانة ممثلة أكبر من أن تُحصر فى إيفيه أو تُسجن فى طبيعة دور، أوتاكا طاقة كوميدية تحتاج استغلالاً أكبر ومساحات أوسع لكى تنطلق أكثر، الأطفال اختيارات كلها جيدة، الكاتب وائل حمدى استطاع التقاط الخيط الكوميدى فى كل المواقف، ولم يقع فى فخ التكرار أو التطويل الممل، شكراً لفريق عمل «بابا جه»، وشكراً لـ«المتحدة» على تلك الوجبة الكوميدية الممتعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بابا جه بابا جه



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon