توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس مسلسل الحشاشين (1)

  مصر اليوم -

دروس مسلسل الحشاشين 1

بقلم - خالد منتصر

أحدث مسلسل الحشاشين ردود فعل ضخمة في المجتمع، وأحدث حراكاً حول مفاهيم مثل ما هو التاريخ؟، معنى التطرف، معنى الكاريزما والتخدير الديني ؟، الاختلافات المذهبية والعقائدية، وكيف أنها من الممكن أن تدمر مجتمعات وشعوباً /.. إلخ، بالطبع الجانب الفني أسهب في روعته النقاد والمحللون المختصون في الدراما.

ولكن الجوانب الفكرية هي التي تحتاج إلى مناقشات وعرض وجدل، لأن مسلسلاً مثل الحشاشين ليس مجرد متعة بصرية أو مونتاج جيد وتصوير ممتاز وتحريك مجاميع متميز.. إلخ، ولكنه قبل كل تلك العناصر الفنية استفزاز فكري وفلسفي لبعث فضيلة البحث والشك والسؤال، غرضه استخلاص دروس في مجتمع عانى من ويلات الإرهاب، الذي ما زالت ناره تحت الرماد لم تخبو بعد، الإرهاب الذي أساسه فكرة، تكبر ككرة الثلج وتتضخم حتى تسد كل مسام التفكير وتقتل أي بذرة نقاش حر ومثمر.

ولنبدأ من الحلقات الأخيرة التي ما زالت في ذاكرتكم لم تبرحها بعد، صانع الكذبة عندما يواجه بها ويستخدمها شخص آخر لتمرير فعل إجرامي، لا يستطيع صانع تلك الكذبة أن ينكرها، لأنه بذلك يحطم ويدمر البناء كله، التنظيم بأكمله، عندما استخدم برزك الخادم المطيع لحسن الصباح أسطورة الملائكة التي حملت الهادي ابن الصباح إلى السماء، للتخفي وراءها وتبرير قتله أو إخفائه أو أي إجراء غرضه تولي القيادة من بعد حسن الصباح لأن الهادي غير مؤهل لها، أو مستحق لها، كان حسن الصباح متأكداً من أن برزك كذاب، ولكنه لا يستطيع اتهامه بتلك التهمة، فهو الذي قال أن الملائكة تملي كتاب سيرته على ابنه الهادي!

لذلك كانت نظرة الصباح لبرزك تحمل معنى "احنا دافنينه سوا" أو " ما تعملهاش عليا أنا عملتها قبل كده".. إلخ، الكذبة كبرت وصارت حقيقة في أذهان التابعين، ولا يستطيع حسن الصباح هزها أو خلخلتها أو التراجع عنها، وبرزك التابع يستمد قوته من حراسة تلك الكذبة، إذن ستظل الكذبة أقوى من التابعين والمختارين وبرزك، ومن حسن الصباح نفسه، إنها سر التنظيم، إنها شفرة قوة المؤسسة والعصابة.

لابد من وضع سياج قوي فولاذي حول تلك الكذبة، للحفاظ على الكيان والفكرة، الدرس المستخلص في مجابهة تلك التنظيمات هو أن تضرب الكذبة الجوهرية، تضرب في النواة، في سويداء قلب الكذبة ولا تخف، ولا تلتف، ولا تطبطب بالتبرير، ولا تبرر بالتفسير، افضح الكذبة الأساسية واضرب أول قطعة دومينو في هذا البازل العبثي، سينهار كل البناء فوراً،لا ترمم، لا تستخدم طلاء أو أدوات ماكياج أو أقنعة، كن صادقاً في كشف الكذبة، ولا تشاركهم أكاذيبهم المريحة، حتماً ستنتصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس مسلسل الحشاشين 1 دروس مسلسل الحشاشين 1



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon