توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيزنس الخرافة وقصة الغابة الالمانية

  مصر اليوم -

بيزنس الخرافة وقصة الغابة الالمانية

بقلم - خالد منتصر

في حواري مع الاعلامي د محمد الباز في برنامج الشاهد اندهش البعض خاصة من الجيل الجديد الذي لم يعاصر ما حكيته من قصة الغابة الألمانية، حكيت الحكاية بسرعة وفي هذا المقال سأضيف بعض التفاصيل لتوثيقها، القصة باختصار عن بوستر أشجار الغابة الألمانية التى تلتف على شكل لفظ الجلالة، والتى منعت الشرطة الألمانية المواطنين من الوصول إليها حتى لا يدخلوا فى دين الإسلام!

وهو بوستر كانت قد طبعته دار الاعتصام الاخوانية في بداية الثمانينات وانتشر انتشار النار في الهشيم في كل بيت ومحل ومطعم.. إلخ

لم نسأل وقتها عن الحقيقة لأننا كمسلمين مصريين محبطون نريد أن نصدق هذا الوهم، إنه تعطيل الحواس والكذب على الذات طلباً للمعجزة وانتظاراً للخوارق فى زمن معجزاته وخوارقه الحقيقية هى العلم والمنهج العلمى فى التفكير.

قصة الغابة الألمانية قصة تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، بدأت بأستاذ فارماكولوجى فى كلية صيدلة المنصورة اسمه سيد الخضرى، وقد صحح اسمه لى تليفونياً الشاعر محمد رمضان فقد أخطأت وذكرت أنه إبراهيم الخضيري، المهم جمع الخضرى بين العلم والفن، وكانت هوايته أن يرسم لوحات يجعل فيها الطبيعة تتحدث بالكلمات، كان شغوفاً برسم لفظ الجلالة والبسملة وآيات القرآن على هيئة فروع أشجار ملتفة، ويوقع على أرضية اللوحة المكسوة بالحشائش بكلمة «الخضرى».

تسربت بالصدفة إحدى هذه اللوحات لدار النشر الاسلامية، فلمعت الفكرة فى ذهن صاحب الدار فاخترع هذه الأكذوبة ولفق هذه القصة الوهمية، واكتسح البوستر بر مصر من الإسكندرية حتى أسوان، من محال عصير القصب وباعة المناديل الورقية فى الإشارات حتى محال التحف والأنتيكات فى الأحياء الراقية.

وحصدت الدار الملايين من بيع هذه اللوحة واللعب على وتر تنامى تيار التأسلم السياسى، وتأجج هستيريا الاحتقان الطائفى المختلط بمشاعر الدونية والحقد تجاه الغرب، قرر الخضرى رفع قضية على الدار بعد أن حاول أن يقنع الناس بأنه صاحب اللوحة الحقيقى.

خاصة أن دار النشر فى زحمة عملية النصب نسيت أن تحذف توقيع الخضرى من على أرضية اللوحة، رجمه الأصدقاء قبل الأعداء بتهمة الكفر والتخريف ولم يصدقه حتى جيرانه الذين شاهدوه حين رسم اللوحة، وصار مثل عاطف الأشمونى مؤلف الجنة البائسة!، فقد كان الجميع يعيش نشوة وأورجازم الانتصار الدينى على ألمانيا الكافرة الصليبية!.

ساومته الدار برشوة تتجاوز المليون جنيه فرفض التنازل عن القضية، انفجر منزله فى المنصورة فى ظروف غامضة واحترق بالكامل، أنقذته العناية الإلهية بعدم تواجده هناك وقتها، ولكنه بعد فترة توفى مقهوراً بجلطة، رحل بعدها عن دنيانا وهو لا يفهم، وهو أستاذ علم الأدوية، هل هناك دواء لعلاج هذا العصاب الدينى الذى تعانى منه فئة ليست قليلة في هذا الوطن؟

هل هناك علاج من الازدواجية الدينية التى تجعل البعض يمارسون التدين الشكلى ويهتمون بالطقوس وينسون الضمير الذى كان فجر ظهوره فى مصر القديمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيزنس الخرافة وقصة الغابة الالمانية بيزنس الخرافة وقصة الغابة الالمانية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon