توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوبنهايمر يحصد الأوسكار

  مصر اليوم -

أوبنهايمر يحصد الأوسكار

بقلم - خالد منتصر

 

أوبنهايمر يحصد الأوسكارأوبنهايمر فى الأوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد وأفضل تصوير ومونتاج، فيلم يستحق، فيلم أسطورى، عندما شاهدت الفيلم خرجت منه منتشياً ومشحوناً وجميع الأسلاك العصبية فى الدماغ مستفزة ومتحفزة.٣ ساعات من المتعة والفلسفة والعلم، فيلم لا بد لك من الاحتشاد قبله بقراءة بعض مبادئ فيزياء الكم العامة، وما الفرق بين الانشطار والاندماج النووى، ولماذا كان إطلاق النيوترون على النواة حدثاً علمياً خارقاً وقتها سيجعل العالم مختلفاً عما قبل؟.. إلخ، هذه معلومات الطلبة فى الغرب يحفظونها عن ظهر قلب، لكننا كشعوب تكره الفيزياء وتخاصم العلوم وتفتقد الثقافة العلمية عموماً، لا بد أن نطلع عليها أو نشاهد documentary سريعاً عنها.بداية اختيار أوبنهايمر كموضوع لفيلم اختيار عبقرى، فهو شخصية درامية بامتياز، تعيش صراعاً يمزقها ما بين شغف العلم، وكيف سيتحول هذا الشغف على أيدى رجال السياسة إلى كارثة إنسانية من الممكن أن تدمر العالم، تأنيب ضمير مع قدرة على التبرير، يحس بها عالم فيزياء غير عادى، فهو فضلاً عن براعته فى التخصص، فهو قارئ متعمق فى الشعر والفلسفة، يقرأ السنسكريتية، ويتعلم اللغة الهولندية فى ستة أسابيع لأنه سيلقى محاضرة هناك، شعلة ذكاء وبركان مشاعر متضاربة، يبكى من هجره لعشيقته التى تسبب فى انتحارها، ويحاول قتل أستاذه بحقن سم السيانيد فى التفاحة!!المخرج المحبوب العبقرى المدهش نولان يقول لنا فى ثنايا الفيلم إن العلماء يستخدمهم الساسة كمناديل كلينكس، عندما يصلون إلى أغراضهم يلقون بهم فى أقرب سلة قمامة، أو يحولونهم من أبطال إلى جواسيس كما حدث مع أوبنهايمر، الذى ظن أنه سينهى الحروب على الكوكب باختراعه للقنبلة الذرية، بعد توصله للاختراع يطلب أوبنهايمر من الجنرال الذى اختاره لإدارة مشروع منهاتن، فيرد الجنرال لماذا؟ وكأن أوبنهايمر كان مجرد ساعى بريد لا دور له!!! ثم يقابله الرئيس ترومان ويسخر منه عندما يقول أوبنهايمر وصوته يرتعش «يداى ملطختان بالدماء»، يعطيه ترومان المنديل ليمسح الدم!! ثم يقول لمساعديه «لا تدخلوا عليّا هذا البكاء الشكاء مرة أخرى».الصراع بينه وبين شتراوس المسئول عن هيئة الطاقة الذرية مثل الصراع بين ساليرى وموتسارت فى فيلم أماديوس، (أعتقد أن جونيور الذى أدى دور شتراوس هو الذى سيحصل على الأوسكار).قال أوبنهايمر نقلاً عن السنسكريتية أصبحت رسول الموت ومدمر العوالم.صار بروموثيوس الذى سرق النار وألهم البشر سر المعرفة فحكم عليه بأن يقيد وينهش النسر كبده وأحشاءه كل يوم.اكتشف أوبنهايمر نهم ماكينة الحرب لمزيد من الدمار، اعترض على القنبلة الهيدروجينية التى هى أضعاف أضعاف الذرية.لم يستمع إلى أينشتين ولم يمتلك حدسه، فصاحب نظرية النسبية وبانى صرح الفيزياء الحديثة كان يعرف نهاية الطريق وشبق رجال السياسة للسلطة ولو على جثث الملايين! لذلك آثر عدم المشاركة.تعتبر تجربة القنبلة الذرية فى الفيلم إلى أن يحدث التفجير من أهم مناطق الإثارة السينمائية المتصاعدة فى تاريخ السينما بإيقاعها اللاهث الموتر. الفيلم يحتاج ألف بوست للإحاطة بتفاصيله المدهشة.الفيلم أيقونة سينمائية ومعجزة إبداعية لمخرج عودنا على الجنون الفنى الجميل، ولا يمكن أن نذكر أهم عشرة أفلام فى تاريخ السينما دون أن نذكر من بينها أوبنهايمر، الذى اشترك فيه نجوم سوبر ستار حاصلون على أوسكار أو رشحوا له فى أدوار مساعدة لمدة دقائق، فقط لأنهم واثقون من أنهم سيخلدون فى تاريخ السينما من خلال اشتراكهم ولو بشوت فى هذا الفيلم العبقرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوبنهايمر يحصد الأوسكار أوبنهايمر يحصد الأوسكار



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon