أثار قرار إلغاء نظرية التطور من مناهج التعليم فى سوريا لغطاً كبيراً، بينما كانت هناك فرحة فى أوساط الإخوان بهذا القرار، فقد كانت هناك صدمة واستنكار واستغراب من دارسى البيولوجيا والمهتمين بالثقافة العلمية، لأنه لا علم بدون نظرية التطور، ولا سرد علمى لعلماء أثروا فى مسيرة الحضارة بدون داروين، لكن لماذا نظرية التطور مهمة؟
نظرية التطور مهمة لأنها توفّر إطاراً علمياً لفهم كيفية تنوع الكائنات الحية عبر الزمن وتكيّفها مع بيئاتها.
يُمكن تلخيص أهميتها فى فهم أصل الحياة وتنوعها، تساعد النظرية فى تفسير كيف تطورت الحياة من أشكال بسيطة إلى التنوع الهائل الذى نراه اليوم، كما تُسلط الضوء على الروابط المشتركة بين الكائنات الحية، مهمة من أجل التطبيقات الطبية، ففهم التطور يساعد العلماء فى دراسة الأمراض وتطوير العلاجات، على سبيل المثال، تطور الفيروسات والبكتيريا يجعل من الضرورى تطوير مضادات حيوية ولقاحات جديدة باستمرار.
وتفسّر النظرية أيضاً كيف تتكيف الكائنات مع بيئاتها المتغيرة، مما يساعد فى الحفاظ على التنوع البيولوجى وإدارة الموارد الطبيعية.وتقدم النظرية رؤى حول أصول الإنسان وتطوره، بما فى ذلك فهم سلوكه البيولوجى والثقافى. النظرية تساهم فى مسيرة التقدم العلمى، فالنظرية تُعد أساساً لكثير من المجالات، مثل علم الوراثة، وعلم البيئة، وعلم الأحياء الجزيئى، وتُستخدم لفهم آليات الوراثة والتغيّرات الجينية.
للنظرية تطبيقات فى الزراعة، فمبادئ التطور تُستخدم فى تحسين المحاصيل الزراعية وتطوير نباتات مقاومة للأمراض والجفاف، ومن خلالها نستطيع فهم وحل القضايا البيئية، فهى تُسهم فى فهم تأثيرات التغيّر المناخى على الكائنات الحية وقدرتها على التكيّف أو الانقراض.
نظرية التطور ليست فقط نظرية عن الماضى، بل أداة لفهم الحاضر والمستقبل، مما يجعلها جزءاً أساسياً من العلوم الحديثة، والسؤال كيف يتجرّأ مجتمع أو يدّعى أنه يدرس علم بيولوجى وهو يشطب نظرية التطور؟!، نسبة اقتناع علماء البيولوجيا بها تكاد تكون شبه إجماع فى المجتمع العلمى، تُعتبر نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعى، التى وضع أسسها تشارلز داروين، الركيزة الأساسية بدون جدال لعلم الأحياء الحديث.
وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 98% من علماء البيولوجيا حول العالم يقبلون نظرية التطور ويدعمونها كإطار علمى لتفسير تنوع الحياة على الأرض، والأكاديميات العلمية الكبرى، مثل الأكاديمية الوطنية للعلوم فى الولايات المتحدة تؤكد دعمها لنظرية التطور، باعتبارها حجر الزاوية فى العلوم البيولوجية، وكذلك المنظمات العلمية فى مختلف البلدان (مثل الجمعية الملكية فى بريطانيا) تدعم النظرية باعتبارها مدعومة بأدلة قوية من مجالات متعدّدة، لكن ما الأدلة الداعمة للنظرية:
* الأدلة الجينية: التطابق الجينى بين الأنواع المختلفة، مثل تطابق الحمض النووى بنسبة 98% بين الإنسان والشيمبانزى.
* الحفريات: السجل الأحفورى يُظهر تطور الكائنات على مر العصور.
* علم التشريح المقارن: التشابه فى بنية الكائنات الحية يشير إلى أصول مشتركة.العلماء الذين يرفضون نظرية التطور غالباً ما يكونون خارج تخصّص علم الأحياء، أو تكون لديهم دوافع أيديولوجية أو دينية.
هناك خلافات علمية حول تفاصيل وآليات التطور، لكنها لا تتعلق بالتشكيك فى النظرية ككل.
نظرية التطور ليست موضع نقاش فى الأوساط العلمية الموثوقة، بل يتم التعامل معها كحقيقة علمية، بسبب الكم الهائل من الأدلة الداعمة.
لذلك يُعتبر قبولها واسع الانتشار بين علماء البيولوجيا بنسبة تقارب الإجماع الكامل.