توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العنف من «الحشاشين» إلى «الإخوان»

  مصر اليوم -

العنف من «الحشاشين» إلى «الإخوان»

بقلم - خالد منتصر

هل العنف استراتيجية ممنهجة عند تنظيمات التطرف الإسلامى كلها؟ هذا السؤال طرحه مسلسل الحشاشين وسأله الجمهور؟ والاجابة نعم، عنف «الحشاشين» حلقة فى سلسلة، ولن تنتهى بالإخوان، ولكنها ستتوالد فى أشكال مختلفة، «داعش»، و«القاعدة»، و«بوكو حرام».

العنف عند الإخوان استراتيجية، والمماينة والمهادنة تكتيك. العنف عند الإخوان عقيدة، والحوار هو فقط للتمرير والتبرير والتخدير، لذلك لا تتعجب عندما ترى عنفهم عند «الاتحادية» وفى تفجير الكنائس والكمائن وغيرها، ولا تندهش عندما يسارعون بارتداء قناع الضحية، ولتقرأ تاريخ العنف عند الإخوان لتجد دُرراً من شرعنة العنف وتأسيسه وترسيخه ممارسةً وفكراً، وما عليك إلا أن تقرأ الأدبيات الإخوانية لتعرف -عن قرب- أن العنف فريضة إخوانية تؤدَّى بكل راحة ضمير، بل بفخر واحتفاء، وسأعرض بعضاً من هذه الأدبيات والوثائق لعلها تساعدكم على مزيد من فهم جذور العنف لدى الإخوان:

كتب عبدالرحمن الساعاتى، والد حسن البنا، فى أول أعداد مجلة الإخوان «النذير» محرم 1357 هجرية: «استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته ويعد سلاحه ولا يلتفت منكم أحد، امضوا إلى حيث تؤمرون»، ثم يضيف كيف ننقذ الأمة بدواء الإخوان، قائلاً: «اعكفوا على إعداد الدواء فى صيدليتكم، ولتقُم على إعطائه فرقة الإنقاذ منكم، فإذا الأمة أبت، فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد وجرِّعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطاناً خطيراً فأزيلوه، استعدوا يا جنود، فكثير من أبناء هذا الشعب فى آذانهم وقر وفى عيونهم عمى».

ومن الأب إلى الابن حسن البنا الذى يقول فى «مذكرات الدعوة والداعية»: «من يشق عصا الجمع فاضربوه بالسيف كائناً من كان»! وبالطبع يتعجّب «البنا» من ميوعة البعض ممن يردّدون كلمة الديمقراطية البغيضة التى يستعملونها الآن كأسانسير تم تفجيره بعد أن أدى مهمته فى الصعود بهم، يتهكم عليهم قائلاً: «إننا قد تأثرنا إلى حد كبير بالنظم المائعة التى يسترونها بألفاظ الديمقراطية والحرية الشخصية».

يقول حسن البنا فى مجلة «النذير» رمضان 1357 هجرية: «وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذى تُحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملاً ليرد جماحها ويكسر جبروتها وطغيانها».

إذا كان العنف ميثاقاً فى تعاملهم مع بعضهم البعض، فلماذا تندهش -قارئى العزيز- إذا مارسوه مع من هو خارج الجماعة، وقصة سيد فايز الذى فجّروه بعلبة حلاوة المولد لأنه انشق ليست ببعيدة، وفى هذا يقول محمود الصباغ الإخوانى فى كتابه عن التنظيم الخاص ص 138: إن «أية خيانة أو إفشاء سر بحسن قصد أو بسوء قصد يعرِّض صاحبه للإعدام وإخلاء سبيل الجماعة منه مهما كانت منزلته ومهما تحصّن بالوسائل واعتصم بالأسباب التى يراها كفيلة له بالحياة»!! يعنى وراك وراك ومش حنسيبك، ويقول «الصباغ» فى نفس الكتاب ص 429: إن «أعضاء الجهاز يمتلكون -دون إذن من أحد- الحق فى اغتيال من يشاءون من خصومهم السياسيين، فكلهم قارئ لسنة رسول الله فى إباحة اغتيال أعداء الله»!!! لاحظ كيف تحوَّل الخصم السياسى عندهم إلى عدو لله مستباح الدم؟! ويضيف «الصباغ» أن «قتل أعداء الله (طبعاً عرفتوهم دلوقتى اللى زى البرادعى وحمدين) غيلة هو من شرائع الإسلام ومن خُدع الحرب فيها أن يسب المجاهد المسلمين وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكّن منه فيقتله»!! لاحظوا «يتمكن» دى وافتكروا خطة التمكين بتاعة «الشاطر».

ومن مذكرات عصام حسونة الذى كان وكيل النيابة فى قضية سيارة الجيب الإخوانية الشهيرة، هناك وثيقة شهيرة، وهى تعليمات صادرة للإخوان أعضاء الجهاز السرى تقول ص 46: إن «كل من يحاول مناوأتهم أو الوقوف فى سبيلهم (طبعاً الإخوان) مهدر دمه وإن قاتله مثاب على فعله.. وإن من سياستنا أن الإسلام يتجاوز عن قتل المسلمين إذا كان فى ذلك مصلحة.. وإن من السياسيين من يجب استئصاله وتطهير البلاد منه»!! هذه مجرد عيّنة، والفلاح المصرى يقول «العيّنة بيّنة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف من «الحشاشين» إلى «الإخوان» العنف من «الحشاشين» إلى «الإخوان»



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon