توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري

  مصر اليوم -

«30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري

بقلم - خالد منتصر

عندما خرج الشعب المصرى ضد الإخوان فى ٣٠ يونيو، لم يكن خروجه لسبب اقتصادى أو سياسى بقدر ما كان خروجاً للحفاظ على الهوية المصرية، فقد أحس المصرى أن الـ«دى إن إيه»، الخريطة الجينية للهوية، قد بدأت تتغير وتتشوه.

هنا كانت علامة الخطر وجرس الإنذار الذى جعل المصرى يُستنفر وينتفض ويخرج ضد التتار الجدد من خفافيش الظلام، عصابة لا تنتمى للوطن، بل للخلافة، تنظيم مرشده يقول «طظ فى مصر»، ومُنظر التكفير فيه يقول «الوطن حفنة من تراب عفن»!

عصابة كارهة للفن وللوجدان وللإبداع، شعارها التجهم والابتسامة اللزجة، يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» ليخدعوا به الجماهير، صار الدين عندهم سلعة سياسية على رفوف سوبر ماركت التنظيم الدولى، درجة سلم يصعدون عليها ثم يقذفون بالسلم، يدّعون السلام والسماحة ويضربون المعارضة فى «الاتحادية» بكل عنف وشراسة، يُختطف مصريون بواسطة حفنة من تجار الدين فيقولون وينادون حافظوا على الخاطفين، بالطبع لأن مصلحتهم واحدة، ويتحرق الوطن مش مهم!

فالوطن عندهم غرفة فندق يتركونها وقتما يشاءون، ويعبثون بمحتوياتها بكل جلافة لأنها ليست ملكهم، يهجمون على خيام ليضبطوا جبنه نستو!! ويتقولون على الشباب ويتهمونهم بأنهم رافضون للإخوان لأنهم يريدون الانفلات الجنسى!! يكرهون المرأة كراهة التحريم ويعتبرونها شيطاناً رجيماً، ويضعون مكان صورتها وردة لأنها عورة!!! وكانوا يجوبون القرى فى حملات تشجع على ختان البنات!!

أحس المصرى بأن الـ«دى إن إيه» قد اقتحمه الفيروس، وسيحتل هو المكان ويُصدر أوامره وكأنه الحمض النووى الأصلى، وينخدع الجسد ويستجيب، لكن الجسد المصرى رفض الفيروس، وأعلن التمرد، ولفظ كل أشكال جماعات الإسلام السياسى.

خرج ليعلن: نحن مصريون فقط، نحن سبيكة وطنية صُهرت على مدى قرون، لن نسمح بأن يُمنع ناخب مسيحى أو يُضرب حتى لا يذهب للجنته الانتخابية تحت شعار لا ولاء للذمى!!، خرج المسلم يده فى يد المسيحى، خرجت المرأة على أنغام «يا حبيبتى يا مصر»، الشباب رفع علم مصر وارتدى التيشيرت الفرعونى ولم يتنصل من حضارته التى كانوا يصفونها بحضارة الأصنام، ومنهم من طالب بتحطيم أبوالهول، ومنهم من غطى التماثيل لأنها حرام!

كفَّروا نجيب محفوظ فى البرلمان وهو فخر مصر وصاحب نوبل وأيقونة الرواية والمثال المعاصر للمصرى الذى صهر كل الثقافات فى وجدانه وعقله، خرج المصرى ليثبت أنه ليس ابن حقبة تاريخية واحدة، هو كما وصفه ميلاد حنا ابن طبقات جيولوجية تاريخية متعددة، استفاد من كل منها وطبعته ببصمتها، خرج المصرى من أجل الهوية المصرية لا الدينية، فالهوية الدينية هى فى المسجد لا يتم الصراخ بها فى الشارع، كان المصرى متأكداً أن خراب الـ«دى إن إيه» ليس بعده خراب، ولا إصلاح ولا ترميم له، إنه التشوه والموت وضياع الهوية، حفظ الله مصر وهويتها إلى الأبد، فهى فجر الضمير وعمق التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري «30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon