توقيت القاهرة المحلي 14:39:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيد قطب يهاجم عبدالوهاب

  مصر اليوم -

سيد قطب يهاجم عبدالوهاب

بقلم - خالد منتصر

كراهية الفن شىء متأصل فى وجدان جماعة الإخوان، وعندما بحثت فى مقالات مُنظّرهم الفكرى الأكبر سيد قطب وجدت عدة مقالات يهاجم فيها الغناء بضراوة وشراسة. وهنا سأقتبس مما كتبه فى مجلة الرسالة لكى أُطلع القراء على بعض نماذج تلك الكراهية، فى العدد ٣٧٤ من المجلة، والصادر بتاريخ ٢ سبتمبر ١٩٤٠، كتب سيد قطب مهاجماً الغناء، وأشار إلى بعض أغانى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب قائلاً تحت عنوان «الغناء المريض ينخر الخلق المصرى والمجتمع»:

«لا يمارى أحد فى أن الرجولة وكل فضائلها تتأذى أشد الأذى من أغنية مثل يا لوعتى يا شقايا يا ضنى حالى، أو راضى بلومه وكلامه، أو الهوان وياك معزة»، ونادى «قطب» بوضع عقوبات لمن يترنم بالأغانى الممنوعة حتى من الجمهور، عملاً على إسكات هذه الأصوات الغريزية الواطئة.

أما فى العدد ٣٩٥ فقد نادى صراحة بتكوين فرق لمكافحة الغناء المريض، يقول «الأمم تنشئ الفرق لمكافحة المرض حين ينتشر الوباء، ولمكافحة اللهب حين يصب الحمم على الأبرياء، ولمكافحة المخدرات حين تهدد سلامة البلاد.. فمن الواجب على مصر أن تنشئ الفرق لمكافحة الغناء المريض الذى يسحق كبرياءها، ويحطم رجولتها وأنوثتها، ويثير أحط غرائزها، ويخدّر أعصابها كالمخدرات»، ويواصل الحملة بقوله: «ولكن أى شفيع للحن أو أغنية هى تعبير عن الحيوان المضعوف السقيم، يتميّع بالغريزة العاجزة الكليلة، ويتخلع بالرغبة العجفاء الهزيلة، ويدغدغ غرائز السامعين المخدَّرين؟ ما سمعت أغنية واحدة أو لحناً واحداً، ولا سيما الأغنيات الأخيرة، إلا أحسست بالتقزز للرجل المتراخى النائم على نفسه، المتخاذل فى حركاته، المهوم للنعاس فى نغماته، وللمرأة المتخلعة فى نبراتها، المدغدغة فى تأوهاتها، ولشواب البلد وشبانها يتهالكون من الرخاوة، ويتحاملون من الهزال، ويرفعون عقيرتهم بالنواح: (يا لوعتى يا شقايا يا ضنى حالى - طول عمرى عايش لوحدى - ما يهونشى).

وما أمزح أو أتهكم! فأنا أقترح جاداً إنشاء هذه الفرق، من كل ساخط على هذا الترنيم الوجيع، مشمئز من هذا التكسر الخليع. وهذه الفرق تستطيع الشىء الكثير: تستطيع بث الدعوة، وضرب المثل، ومقاومة كل نفوذ تجارى يُبذل فى إدارات الصحف ومحطة الإذاعة... وتستطيع تتبع هذه الأنغام بالتجريح والتهجين فى كل مجتمع ونادٍ، مع تصحيح الإفهام وتقويم الإحساس».

انتهى كلام سيد قطب ولكن لم تنتهِ كراهية الجماعات المتطرفة للفن، فأرجوكم سلاحكم هو الفن، عضوا عليه بالنواجذ، بيخافوا منه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيد قطب يهاجم عبدالوهاب سيد قطب يهاجم عبدالوهاب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon