بقلم - خالد منتصر
رحلت أجمل حدوتة ، ودعتنا أبلة فضيله في بلاد الثلج والصقيع ، في كندا وهي التي كانت تعشق دفء مصر ونيل مصر وأطفال مصر ، أبله فضيلة تمثل لي أنا شخصياً ركناً هاماً في حياتي ، يكفي أنها سبب معرفتي وزواجي برفيقة رحلة حياتي سماح، بعد تخرجي من كلية الطب قررت في فورة حماس أن أكتب للصحافة والاذاعة تمهيداً لترك الطب واعتزال ممارسته ، دخلت أروقة الاذاعة مع فكرة واعداد برنامج قيثارة الجمال للاذاعية سلوان محمود بنت شاعرنا الكبير محمود حسن اسماعيل ، استمعت أبله فضيلة الى إحدى حلقات البرنامج واستدعتني في مكتبها حيث كانت ترأس اذاعة البرنامج العام وكان نائبها هو الشاعر فاروق شوشة ابن قرية الشعراء التي ينتمي اليها أبي ، عبرت عن اعجابها بالبرنامج ،بعد هذا اللقاء صارت صداقة وكأنني أعرفها من سنين ، كنت أحضر معها تسجيلات برنامجها وحكاياتها ، أركب معها سيارتها الفيات ١٢٨ وأرى مغامراتها في قيادة السيارة وسط سيرك القاهرة ،معتمدة على حب الناس الجارف لها وغفرانهم لأخطاء القيادة ، تعرفت على زوجها المهندس العبقري الحكيم الهادئ ابراهيم أبو سريع وابنتها الصغيرة الوحيدة ريم ، رأيت سماح عندها في الاستوديو رقم ٣٦ ولحظتها قررت أن أتمرد على قرار عدم زواجي وأرتبط بسماح التي تعلق قلبي وعقلي بها والتي كانت تقطن نفس عمارة أبلة فضيلة في حي المهندسين ، مهدت أبلة فضيلة الطريق لهذا الطبيب الحائر الذي لايملك ثروة أو حتى شقة ،لأن يقابل أسرة سماح ويتقدم اليها ، كانت أبلة فضيلة سعيدة بأنها قد ساهمت في تتويج هذا الحب بالزواج ، صارت الصداقة بيني وبينها أعمق وامتد نشاطي في الاعداد الاذاعي لأساطين الاذاعة حينذاك ناديه صالح وهاله الحديدي وسلوان وغيرهم وامتد الى كتابة المسلسلات ،وكنت أستمع الى نصائحها أثناء اعدادي لبرامج الاذاعة التي توسعت فيها وصار بعضها خارج البرنامج العام ، انقطعت الصلة منذ سفرها الى كندا عند ابنتها ، لكن ذكراها مازالت في القلب والروح كالوشم .