توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل السمنة مرض نفسي؟

  مصر اليوم -

هل السمنة مرض نفسي

بقلم - خالد منتصر

السمنة هى أكبر وباء يجتاح العالم على الإطلاق. يصنف أكثر من ثلثى (69٪) من الأمريكيين على أنهم إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث يتم تعريف السمنة على أنها مؤشر كتلة جسم يزيد على 30 ويتم تعريف زيادة الوزن على أنها مؤشر كتلة جسم يتجاوز 25. ويصنف الأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم على 40 بأنهم يعانون من السمنة المفرطة، مما يعرضهم لخطر أكبر من مجموعة من المشكلات الصحية.

فى مركز روتشستر للطب السلوكى، الذى يعمل غالباً مع المرضى الذين يعانون من السمنة وغيرها من مشكلات الصحة النفسية والعقلية. فى الواقع، هذه ظاهرة شائعة فى عيادات الصحة النفسية فى جميع أنحاء البلاد. السمنة فى حد ذاتها ليست مرضاً نفسياً، ولكنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعدد من مشكلات الصحة النفسية. علاوة على ذلك، فإن الضغط الناتج عن السمنة فى مجتمع هاجسه النحافة والرشاقة يمكن أن يقوض رفاهية حتى أكثر العقول السليمة نفسياً.

فى عالم مهووس بالرشاقة، غالباً ما يتم نبذ الأشخاص ذوى الأجسام الضخمة، ويتم التعامل معهم على أنهم أقل من غيرهم. هذه الظاهرة، التى تسمى أحياناً رهاب الدهون أو السمنة، أو التفرقة فى الحجم، أو التمييز فى الحجم، هى شكل من أشكال الاضطهاد الذى يقوض نوعية حياة الملايين من الأشخاص الأكبر حجماً فى جميع أنحاء البلاد. حتى إن البعض يلجأ إلى المخدرات أو الانتحار أو إيذاء النفس.

ليس من العدل أن نفترض أنه لمجرد أن شخصاً ما يعانى من زيادة الوزن، فإنه يعانى من حالة صحية عقلية. فى الواقع، العديد من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يتمتعون بصحة نفسية جيدة، وأصحاء جسدياً للغاية، ويعانون من زيادة الوزن بسبب سوء الحظ، أو تاريخ من الحياة غير الصحية، أو حالة طبية. لا تفترض أنك تعرف الحالة الصحية لشخص آخر بمجرد النظر إليه أو إليها، ولا تخبر الشخص الذى يعانى من زيادة الوزن أبداً بأن يفقد الوزن.

اضطراب الأكل بنهم هو اضطراب فى الأكل يجبر الناس على تناول كميات كبيرة من الطعام فى فترات زمنية قصيرة. قد يستهلك الأكل بنهم 1000 سعر حرارى أو أكثر فى بضع دقائق فقط. على عكس اضطرابات الأكل الأخرى، فإن الأشخاص الذين يفرطون فى تناول الطعام لا يتقيأون بعد ذلك، لكنهم غالباً ما يشعرون بالذنب أو الخجل أو الاكتئاب.

هناك بعض الأشخاص الذين لديهم تاريخ من السمنة يدخلون ويخرجون من السمنة واضطرابات الأكل المقيدة للطعام. على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل غالباً ما يكونون نحيفين، إلا أن هذا ليس هو الحال دائماً، خاصةً مع أمراض مثل الشره المرضى. يمكن أن يؤدى الضغط للتوافق مع معيار غير واقعى للجمال إلى دفع بعض الأشخاص المصابين بالسمنة إلى فقدان الشهية أو الشره المرضى، أو يتسبب فى تقييد سعراتهم الحرارية بشدة بحيث يفقدون العناصر الغذائية الحيوية. هذا فقط أحد الأسباب العديدة التى تجعل من المهم عدم إهانة مظهر أو قيمة الأشخاص الذين يعانون من وزنهم، أو إلقاء اللوم على جميع المشكلات الصحية فى مشكلات الوزن. إذا وضعنا تحت ضغط كافٍ، فإن اضطراب الأكل هو النتيجة الطبيعية للرغبة فى إنقاص الوزن فى أسرع وقت ممكن.

ليس من السهل التحدث عن المشاعر المؤلمة، لذلك لا عجب أن يلجأ الكثير من الناس إلى الطعام لإغراق مشاعرهم. الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة شائعة بين الأشخاص المصابين بالسمنة. فى كثير من الأحيان، يجب على الأطباء معالجة هذه الأعراض قبل أن يبدأ فقدان الوزن الحقيقى.

فى إحدى الدراسات الحديثة، وجد الأطباء أن الإجهاد الناتج عن الصدمة -مثل إساءة معاملة الأطفال أو الاغتصاب- يزيد بشكل كبير من احتمال زيادة الوزن أو السمنة لدى الشخص. الخطر واضح بشكل خاص بين النساء. قد يلجأ الأشخاص المصابون بصدمات نفسية إلى الطعام لتجنب آلامهم، وقد يؤذون أنفسهم بالطعام كمظهر من مظاهر كراهية الذات، أو قد يشعرون باليأس لدرجة أن فكرة الشروع فى خطة إنقاص الوزن تبدو مستحيلة.

إن مجرد زيادة الوزن يعرض الناس لعدد من مخاطر الصحة النفسية، بسبب الضغط الاستثنائى الذى يواجهه معظم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ليكونوا نحيفين. فى الواقع، حتى الأطباء أحياناً يصفون الشخص الذى يعانى من زيادة الوزن بأنه غير صحى بناءً على مظهره الجسدى فقط. تتضمن بعض المشكلات التى يواجهها الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ما يلى:

- أسئلة مزعجة ولكن حسنة النية وتعليقات من أحبائهم.

- مقدمو الخدمات الطبية الذين لا يأخذون مخاوفهم على محمل الجد.

- تعليق مؤلم من الأطفال وغيرهم من الأشخاص الذين لا يعرفون أفضل.

- التمييز فى العمل.

بمرور الوقت، يمكن لهذه العوامل أن تؤثر سلباً، وتستنفذ نوعية الحياة، وربما تؤدى إلى الاكتئاب والقلق ومجموعة من العلل الأخرى. قد تكون السمنة مشكلة صحية، لكن وزن شخص آخر ليس بالضرورة موضوعاً مناسباً للمحادثة؛ قد يؤدى التصرف بخلاف ذلك إلى مجموعة من التحديات النفسية التى تعقد فقدان الوزن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل السمنة مرض نفسي هل السمنة مرض نفسي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon