توقيت القاهرة المحلي 02:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الإسلام يحتاج لتسويق وزبائن؟

  مصر اليوم -

هل الإسلام يحتاج لتسويق وزبائن

بقلم - خالد منتصر

مانشيتات وبوستات وتويتات هستيرية قبل وأثناء المونديال كشفت عن خلل شديد فى وعينا الجمعى لا بد له من علاج سريع وحاسم، اللاعب دورجبا أعلن إسلامه! الشيخ محمود المصرى يزف البشرى بأن ميسى قد نطق الشهادتين! مورجان فريمان اعتنق الإسلام! الداعية المسلم الهندى الشهير أدخل ٥٥٨ شخصاً فى الإسلام فى ثلاثة أيام! الداعية المصرى الصغير ابن الداعية المصرى الكبير جعل عشرة من المارة يدخلون الإسلام خلال نصف ساعة!! أسرة برازيلية تسمع الأذان فى قطر فتقرر اعتناق الإسلام.. فيضان من الأخبار كلها تحتفى بالعدد والكم الذى دخل الدين، وتصور الأمر على أنه سباق دينى لا كروى، وتنافس عقائدى لا رياضى، وهذا إن دل على شىء فإنه يدل على إحساس عميق عندنا بالدونية وبالهشاشة الفكرية، وبأن الإسلام يحتاج إلى زبائن، هذا الجرح الحضارى يجعل حالنا مثل حال بائعى الموسكى الجائلين الذين يقفون أمام بضاعتهم ينادون بأعلى أصواتهم «قرّب قرّب.. باتنين ونص وتعالى بص»، وذلك لجلب المزيد من الزبائن!

يا سادة، ديننا - وأى دين بالمناسبة - لا يحتاج إلى زبائن جدد، لا يحتاج لتسويق بكثرة العدد، بل لا يحتاج لتسويق أصلاً، كثرة العدد لا تصنع مستقبلاً ولا علماً ولا حضارة ولا حداثة، بل أحياناً وعلى العكس تصنع فى ظروفنا الاقتصادية الصعبة ضغطاً وشللاً وكساحاً، تصبح مثل قتب الظهر، عبئاً على الكاهل تمنعه من الحركة، نحن محتاجون لأن نثبت أنفسنا من خلال المشاركة فى الحضارة والعلم وصناعة التكنولوجيا وليس بتجييش الملايين من الأتباع الذين نفاخر بأنهم دخلوا الدين فى نصف ساعة وهى مدة أقل من مدة اختيارك لقميص أو بنطلون مناسب على ذوقك، فما بالك بشخص ندّعى أنه فى ذلك الوقت القليل غيّر وبدّل وتخلى عن كل معتقداته التى تربى عليها وبمنتهى الاقتناع!والسؤال: هل إسرائيل اكتسبت قوتها من زيادة عددها؟ وهل سيطرة اليهود على مقدّرات الاقتصاد والآلة الإعلامية الضخمة كانت عن طريق التكاثر المليونى الأرنبى، وانضمام الملايين إليهم أفواجاً؟ بالعكس ما صنع قوتهم هو تحويل تلك القلة إلى ميزة وقدرة، لا تجعلوا العالم يضحك علينا ونحن نلهث فى هذا الماراثون الوهمى، ماراثون الاحتفاء وإقامة الأفراح والليالى الملاح بانضمام متسابقين وعدائين آخرين إلى فريقنا الدينى ومنتخبنا العقائدى.

يا جماعة، بعض الثقة فى أنفسنا، وبعض المرونة فى تغيير أفكارنا وجعلها متسقة مع الزمن ومتوائمة مع المستقبل ومتماشية مع حركة التاريخ، وإلا سنتحنط فكرياً وستقف عقارب الزمن عندنا، ونتقهقر كأمة تريد الخروج من شرنقة التخلف فتجد نفسها وقد تشرنقت أكثر، لا بد أن نقرأ حركة التاريخ حتى لا نخرج من التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الإسلام يحتاج لتسويق وزبائن هل الإسلام يحتاج لتسويق وزبائن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon