بقلم - خالد منتصر
نحن وفي ظل عدم تفعيل قانون زرع الأعضاء نستورد معظم القرنيات من سريلانكا !! بلد فقير اقتصادياً لكنه غني انسانياً ،بلد يعاني من من جفاف الموارد لكنه لايعاني من جفاف الانسانية ،مجتمع يصدر ألاف القرنيات من عيون موتاه وبدون مقابل وبروح عطاء رائعة انطلاقاً من تعاليم بوذا التي تحكي لهم أنه منح عينه لفقير ، معظم تلك القرنيات لمصر ولباكستان ، للأسف انهما الدولتان الوحيدتان في العالم المحرومتان من زرع القرنية من الموتى اكلينيكياً ،سواء المصريين أو الباكستانيين ،برغم أن القرنية لاتحتاج الى الموت الدماغي أو الإكلينيكي، هذه الفزاعة التي منعتنا وتمنعنا من زرع الأعضاء من الموتى ، القرنية من الممكن أن تؤخذ بعد توقف نبض القلب ، وهو مايريده رجل الدين لتعريف الموت ،يعني كل الشروط موجوده،ولا يوجد لغط ، وبالرغم من ذلك فإن زرع القرنية من الموتى المصريين ممنوع ،وقائمة الانتظار بعشرات الألاف، وهناك عميان كثيرون في مصر نتيجة هذا العبث ،وهناك مرضى القرنية المخروطية الذين ينتظرون أن يدق بابهم العمى في أي لحظة ، ولكن الشعب المتدين بطبعه لايهتز لمثل تلك المسائل ،ويدع سريلانكا البوذية تمنحه العطاء والنور !!!اسمعوا المتبرعة السريلانكية بعد توقيعها على استمارة التبرع في بنك العيون الوطني ، تقول" "إذا كنت أتبرع بعينيا في هذه الحياة،حتماً سأحصل على رؤية أفضل في حياتي القادمة "، ماهذه الروح الجميلة المتسامحة ؟مؤسسة التبرع بالعيون السريلانكية هي منظمة غير ربحية أسسها طبيب شاب، هو هدسون سيلفا، في عام 1961 - تعهدت واحدة من كل خمسة سريلانكيات بالتبرع بالقرنية،من هو هذا الشخص العظيم هديون سيلفا؟مصدر المعلومات عنه هو السوداني حيدر ميرغني :الدكتور هدسون سيلفا مؤسس ورئيس مجلس ادارة بنك العيون الدولي وبنك الانسجه والجمعية السريلانكية للتبرع بالعيون ، وعضو فخري في كلية اطباء العيون في سريلانكا. بدأالدكتور هدسون سيلفا حملته لجمع القرنية في عام 1958 عندما كان طالبا بكلية الطب، وحصل على اول مجموعة من القرنيات في 1959. انشأ الجمعية السري لانكية للتبرع بالعيون في عام 1961 ،واصل الدكتور هدسون سيلفا حملته دون هوادة ونجح في اقناع غالبية السكان البوذيين في سري لانكا بان التبرع بالعيون بعد الوفاه عمل
جدير بالتقدير. وعندما وجدت حملته الزخم المناسب ، وقع آلالاف للتبرع بعيونهم ، ونمت عضوية الجمعية بسرعة وأنشئت فروع للجمعية فيجميع انحاء البلاد.ومنذ ذلك الحين ، تبرعت الجمعية باكثر من 100000 قرنية لإعادة البصر للمكفوفين في سري لانكا، وأرسلت أكثر من 36000 قرنية لجراحي العيون فى اكثر من 62 دولة فى العالم مجانا ،تم تكريم الدكتور هدسون سيلفا من قبل المواطنين ورؤساء العديد من الدول بمنحه الالقاب الفخريه والجوائز. وتم إطلاق إسمه على مستشفى للعيون في باكستان . لقيت حملته الناجحه للتبرع بالعيون صدى كبير في العديد من الصحف والمجلات الدولية،إجازة قانون الانسجه البشريه من قبل البرلمان السرى لانكي فى عام 1987 مكَن الدكتور هدسون من إنشاء بنك الانسجه البشريه في كولومبوعاصمة سريلانكا. بالاضافة الى التبرع بالعيون ، تقوم سريلانكا أيضا بالتبرع بالانسجه البشريه للعالم،الدكتور سيلفا توفي في كولومبو ، سري لانكا ، 22 اكتوبر ، 1999،وترك بصمة لن ينساها العالم.