توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غاندي وسوناك

  مصر اليوم -

غاندي وسوناك

بقلم - خالد منتصر

هل كان يحلم المهاتما غاندى وهو فى معركة الاستقلال وتحرير بلاده من الإنجليز، أن يتولى واحد من أحفاده الهنود رئاسة وزراء بلاد الإنجليز التى ظلت تحتل بلاده كل تلك السنوات؟! أعتقد أن سقف أحلامه لم يصل إلى تلك النقطة، كان الحلم أن يخرج الإنجليز لينعم أهل الهند بالاستقلال وثروات البلاد، عندما ذهب غاندى شاباً إلى بلد محتل مثله وهى جنوب أفريقيا لم يكن وقتها يتخيل أن «مانديلا» سيخرج من سجنه ليجلس على كرسى الحكم، وعندما تعلم القانون وصار محامياً فى إنجلترا كانت أقصى أمانيه أن يعامله الإنجليز كإنسان لا كعبد، قرر أن تكون المعركة سلمية، بمسيرة ملح لم يحمل فيها سلاحاً على مدى مسيرة ٤٠٠ كم، بثياب مهلهلة تستر مجرد العورة وطعام هو كسرات من الخبز واستغناء عن متع ورفاهية الحياة، انتصر وحرر بلاده وصار أيقونة الأمة الهندية، لكن الدنيا تغيرت وجاء الحفيد الهندى الجديد ريشى سوناك فى زمن مختلف، الاقتصاد فيه هو الذى يحكم، وزمن الثوار كان قد ولى وغربت شمسه، ريشى سوناك وزوجته مليارديران، هما من ضمن أغنى مائتى شخصية فى بريطانيا، لا يرتدى عباءة «غاندى» ولكنه يرتدى أفخم البدل البراندات السينييه، عندما سأل البريطانيون عن صفاته معظمهم قال «رجل ثرى»! لكن أهم شىء أن قيم العلمانية التى حكمت الهند وبريطانيا هى التى جعلت «سوناك» يجلس فى «١٠ داوننج ستريت»، «سوناك» ابن لأب طبيب هندى جاء من كينيا وأم صيدلانية جاءت من تنجانيقا، هندى أفريقى أى إنه من المستحيل أن يقتحم حصن ذوى الياقات البيضاء والدماء الملكية الزرقاء والبشرة البيضاء، لكنه نجح فى بلد المواطنة والقانون، مفتاحه التعليم الجيد، درس سوناك فى «وينشيستر كوليدج» المرموقة، ثم التحق بجامعة «أكسفورد»، لكن بصفته باحثاً فى برنامج فولبرايت، تابع بعد ذلك درجة الماجستير فى إدارة الأعمال فى جامعة ستانفورد بأمريكا، أما عن الثروة فهو يعد أغنى من شغل المنصب.

وفى مايو الماضى، احتل «سوناك» وزوجته المركز 122 فى قائمة «صنداى تايمز» لأغنياء بريطانيا بعد أن بلغ صافى ثروتهما 730 مليون جنيه إسترلينى (837 مليون دولار)، وحينها كان سوناك أول سياسى بارز يتم إدراجه فى القائمة منذ تدشينها فى عام 1989.

الرحلة بين غاندى وسوناك طويلة ومختلفة، لكنه اختلاف الاكتمال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاندي وسوناك غاندي وسوناك



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon