بقلم - خالد منتصر
الدعوة الكريمة من أستاذى د. أحمد عكاشة لحضور المحاضرة السنوية هى بمثابة طقس احتفالى أغسل فيه الروح، وأقتنص باقة من زهر البهجة، وأطل على د. عكاشة وأصافحه لأحصل على دفء الأبوة وقبس الأستاذية، ولأعرف أن الكون جميل وبخير طالما بيننا هذه الأيقونة تعلمنا دوماً الدأب والجهد والإصرار والعزيمة واحترام العلم، وكيف يكون الطبيب، وأيضاً كيف يكون المثقف، فأستاذنا د. عكاشة ليس مجرد طبيب نفسى كبير وصل إلى أعلى المناصب العلمية ورأس الجمعية العالمية وصار البروفيسور الذى يشار إليه بالبنان فى كل المحافل العلمية، ولكنه مثقف كبير اشتبك مع الواقع المصرى ولم يكتف بالنظر والمشاهدة من برج عاجى، أو التعامل مع الوطن كسائح، تعلم من شقيقه راعى الثقافة المصرية، الضابط الأنيق المثقف الفنان ثروت عكاشة، معنى الوطن، ومعنى الفن، ومعنى الدقة والكمال، كانت المحاضرة رقم ٢٦ وألقاها الصديق الأستاذ د. حسام البدراوى عن مستقبل مصر كما يتصوره، وكانت محاضرة رائعة، الحاضرون ينتظرون من د. عكاشة دائماً المختلف، ليس فى الطب فقط، ولكن فى الثقافة، حضرت محاضرة د. وسيم السيسى ومحاضرة د زاهى حواس وغيرهما من القامات الثقافية التى استضافها صالون د. عكاشة، كنت أراقب نظرات الحب من تلامذته وهم يلتفون حوله لمصافحته أو التقاط صورة معه، كل الحب وكل الامتنان لمعلمهم طبياً وإنسانياً أيضاً، الجوائز التى يرصدها كل عام د. عكاشة لأفضل الأبحاث فى مجال الطب النفسى، هى رسالة لكل القائمين على التعليم الجامعى فى مصر بضرورة الاهتمام بتشجيع البحث العلمى، أن ترى د. محمد غنيم ود. سامح فريد ود. المتينى وغيرهم من القامات فى المحاضرة إجلالاً لصاحبها فهذه لفتة عظيمة ولها دلالتها، أما الحب والاحترام من الابنين طارق وهشام والأحفاد الذين صعدوا إلى حيث يجلس الجد وقبلوا الجبين واليد وطبطبوا على القلب والروح، فقد لمس وجدان كل الحاضرين، فالدكتور أحمد عكاشة كل لا ينفصل، أيقونة لا تتجزأ، طبيب نابه، مثقف شجاع، أب وجد يغدق من الحب فيضاً يظلل به الجميع بكرم لا مثيل له، عشت لنا معلماً وأباً وترياقاً للروح ونبضاً للمحبة وطبيباً حكيماً يحلم بمصر جديدة ومختلفة، لك كل الحب أستاذى.