توقيت القاهرة المحلي 02:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة

  مصر اليوم -

في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة

بقلم - خالد منتصر

التنويريون العرب والمصريون على وجه الخصوص محبطون من زيادة عدد الظلاميين وعدم حدوث تغيير فكري وثقافي يكفي لإحداث طفرة تصنع الحداثة، ولهم بعض الحق ، لكن جزء كبير من هذا الإحباط الذي يسكن كل من يتصدى للتنوير أو التغيير الفكري أو الثقافي أو محاربة الخرافة، يعود لعدم فهم أن التنوير عملية بطيئة تحتاج الى تراكم طويل ،وجراحة دقيقة تحتاج الى غرفة عمليات مجهزة وطاقم مدرب ومريض علاماته الحيوية وحالته الجسدية والنفسية تحتمل الجراحة ،على كل مفكر تنويري أو مثقف يحاول خلخلة الفكر السائد والبديهيات الراسخة والمغالطات المنطقية ، عليه أن يقتحم تلك المعركة بمنطق مختلف عن منطق خناقات أنور وجدي في أفلام الأبيض والأسود ، الذي كان يدخل الخناقة ويخرج منها مهندم الملبس ،منسق الشعر ،مازال الفازلين مكللاً خصلاته، المثقف الذي سيدخل المعركة بهذا المنطق هو خاسر من قبل أن يخطو خطوة فيها ، هو لابد أن يعلم جيداً أنه سيتعرض لسفالات ووقاحات وشتائم وبلاغات وملاحقات وبالطبع محاولات تهديد معنوي وجسدي ..الخ ، المعركة ليست سهلة ولا بسيطة، ليست رحلة رفاهية ،إنما هي رحلة معاناة مثلها مثل رحلات السافانا المتوحشة الموحشة أو تسلق الجبال الوعرة الخطرة ،عليك أن تبذر البذرة ولا تنتظر الثمرة في حياتك أو أثناء خوضك المعركة ، عليك أن تكتب ما تقتنع به وفقط ، ولا تنتظر الحصاد السريع ، فجراحة زرع المخ أصعب الجراحات ، ومرضى الخرافة يعانون من عرض نفسي خطير ،وهو الانكار ، فهم ينكرون أنهم مرضى ،وتلبسهم هستيريا مرعبة وعدوانية رهيبة اذا أخبرهم شخص بتفاصيل مرضهم ، هم يفضلون الخرافات والأكاذيب المريحة عن الحقائق المزعجة ، لذلك يقاومون وبشراسة ، فالضلالات لا يحلها المنطق ولا يشفى أصحابها بالإقناع ،فمن يرى العصا ثعباناً لن يقنعه المنطق الهادئ العقلاني، وانما هؤلاء يعالجون بالصدمات ، على التنويري أن يقتنع بأن قضيته رهان على الزمن والتاريخ الذي ينحاز للمستقبل والمصلحة ولو طال الزمن ، ولو زادت شراسة المقاومة وعنف الخصم، لن يستسلم سماسرة الخرافة وتجار الأوهام بسهولة ، فلقد تحولت الخرافة الى بيزنس ومصدر دخل وكنز رفاهية ،لذلك كان ولابد أن تتكون عصابة من المستفيدين من عرقلة التنوير، وجر المثقف التنويري الى معارك جانبية تستنزفه وتشغله وتلهيه عن مشروعه الأساسي ، فلتكن مطرقتك منتظمة الإيقاع شديدة الطرق ،لا تهدأ ، لا تنجر ولا تقاد الى معارك تافهة وهامشية ، اعزف على قيثارتك حتى النفس الأخير ولا تنشغل بالدفاع عنها ،حتى ولو بقي منها وتر، حتماً ستشدو بأغنيتك الجميلة .

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon