توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة

  مصر اليوم -

في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة

بقلم - خالد منتصر

التنويريون العرب والمصريون على وجه الخصوص محبطون من زيادة عدد الظلاميين وعدم حدوث تغيير فكري وثقافي يكفي لإحداث طفرة تصنع الحداثة، ولهم بعض الحق ، لكن جزء كبير من هذا الإحباط الذي يسكن كل من يتصدى للتنوير أو التغيير الفكري أو الثقافي أو محاربة الخرافة، يعود لعدم فهم أن التنوير عملية بطيئة تحتاج الى تراكم طويل ،وجراحة دقيقة تحتاج الى غرفة عمليات مجهزة وطاقم مدرب ومريض علاماته الحيوية وحالته الجسدية والنفسية تحتمل الجراحة ،على كل مفكر تنويري أو مثقف يحاول خلخلة الفكر السائد والبديهيات الراسخة والمغالطات المنطقية ، عليه أن يقتحم تلك المعركة بمنطق مختلف عن منطق خناقات أنور وجدي في أفلام الأبيض والأسود ، الذي كان يدخل الخناقة ويخرج منها مهندم الملبس ،منسق الشعر ،مازال الفازلين مكللاً خصلاته، المثقف الذي سيدخل المعركة بهذا المنطق هو خاسر من قبل أن يخطو خطوة فيها ، هو لابد أن يعلم جيداً أنه سيتعرض لسفالات ووقاحات وشتائم وبلاغات وملاحقات وبالطبع محاولات تهديد معنوي وجسدي ..الخ ، المعركة ليست سهلة ولا بسيطة، ليست رحلة رفاهية ،إنما هي رحلة معاناة مثلها مثل رحلات السافانا المتوحشة الموحشة أو تسلق الجبال الوعرة الخطرة ،عليك أن تبذر البذرة ولا تنتظر الثمرة في حياتك أو أثناء خوضك المعركة ، عليك أن تكتب ما تقتنع به وفقط ، ولا تنتظر الحصاد السريع ، فجراحة زرع المخ أصعب الجراحات ، ومرضى الخرافة يعانون من عرض نفسي خطير ،وهو الانكار ، فهم ينكرون أنهم مرضى ،وتلبسهم هستيريا مرعبة وعدوانية رهيبة اذا أخبرهم شخص بتفاصيل مرضهم ، هم يفضلون الخرافات والأكاذيب المريحة عن الحقائق المزعجة ، لذلك يقاومون وبشراسة ، فالضلالات لا يحلها المنطق ولا يشفى أصحابها بالإقناع ،فمن يرى العصا ثعباناً لن يقنعه المنطق الهادئ العقلاني، وانما هؤلاء يعالجون بالصدمات ، على التنويري أن يقتنع بأن قضيته رهان على الزمن والتاريخ الذي ينحاز للمستقبل والمصلحة ولو طال الزمن ، ولو زادت شراسة المقاومة وعنف الخصم، لن يستسلم سماسرة الخرافة وتجار الأوهام بسهولة ، فلقد تحولت الخرافة الى بيزنس ومصدر دخل وكنز رفاهية ،لذلك كان ولابد أن تتكون عصابة من المستفيدين من عرقلة التنوير، وجر المثقف التنويري الى معارك جانبية تستنزفه وتشغله وتلهيه عن مشروعه الأساسي ، فلتكن مطرقتك منتظمة الإيقاع شديدة الطرق ،لا تهدأ ، لا تنجر ولا تقاد الى معارك تافهة وهامشية ، اعزف على قيثارتك حتى النفس الأخير ولا تنشغل بالدفاع عنها ،حتى ولو بقي منها وتر، حتماً ستشدو بأغنيتك الجميلة .

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة في التنوير ازرع البذرة ولاتنتظر الثمرة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon