توقيت القاهرة المحلي 11:02:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التراث بين الاجترار والاستمرار (2)

  مصر اليوم -

التراث بين الاجترار والاستمرار 2

بقلم - خالد منتصر

يصف د. فؤاد زكريا تلك العلاقة المريضة بيننا وبين تراثنا فى بحث عنوانه «أزمة التطور الحضارى فى العالم العربى» قدّمه فى الكويت 1974، قائلاً: «الماضى ماثل دائماً أمام الحاضر بوصفه قوة مستقلة عنه، منافسة له، تدافع عن حقوقها إزاءه، وتحاول أن تحل محله إن استطاعت، نظرتنا إلى الماضى لاتاريخية»، هذه الصفة اللاتاريخية التى يؤكدها أستاذ الفلسفة الراحل يضعها فى مواجهة النظرة الغربية التاريخية التى تتأمل التاريخ من منظور نسبى، وبصفته مرحلة وانتهت، واندمجت فى مراحل لاحقة تجاوزتها بالتدريج، الماضى عندنا دائم الحضور فى الحاضر، متصادم معه، من هذا المنطلق تصبح كلمة إحياء التراث كلمة سيئة السمعة، لأن قصدنا من تلك الكلمة أو ذلك الطلب هو التكتيف والعرقلة فى سباق الحضارة وليس الانطلاق والتجاوز، نؤكدها لنظل نُردّد كالأسطوانة المشروخة، لقد سبقنا وليس لقد حققنا، عندما ننهض من سباق المسافات الطويلة للحضارة نعود إلى نقطة البداية لتسلم العصا من الماضى التليد، ولا نستلم العصا من النقطة التى وصل إليها متسابقو حضارة الحداثة، لم نفهم أن قوة التراث فى تجاوزه وليس فى التشرنق داخله، يعبّر عن هذا المعنى د. فؤاد زكريا فى البحث القيم نفسه، عندما قال «يوجد القديم فى الجديد، لا بمعنى أن الجديد يعود إلى القديم أو يستلهم منه أفكاره، لكن بمعنى أن القديم يتيح للجديد فرصة تجاوزه وتصحيحه، ومن خلال أخطاء القديم تأتى القوة الدافعة التى تولد الجديد، ولو شِئنا أن نُلخص فى كلمة واحدة التضاد بين النظرة إلى التراث التى تؤدى إلى تقدم فكرى، وتلك التى لا يترتب عليها سوى التخلف، لقلنا إن التراث فى الأولى يحيا من خلال موته، أما فى الثانية فإنه يموت من خلال حياته».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراث بين الاجترار والاستمرار 2 التراث بين الاجترار والاستمرار 2



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon