توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في حب محمد نوح

  مصر اليوم -

في حب محمد نوح

بقلم - خالد منتصر

أسعدنى الحظ، ودعانى الفنان الراحل الجميل محمد نوح قبل رحيله إلى صالونه الثقافى الجميل فى صومعته الهادئة الهادرة، الهادئة بمكانها فوق السطوح والهادرة بكوكبة روادها من المثقفين والمفكرين، بقدر ما سعدت بالجلوس إليه، بقدر ما حزنت على أننى لم أتعرف عليه بشكل حميم إلا أخيراً، رحل وهجرنا صاحب موسيقى «المهاجر» وكأنه يودع زمناً يخاصم موسيقى الجمال ويتصالح مع ضوضاء القبح، هذا ما كتبته لنوح بعد مقابلتى له متمنياً له الشفاء ولكن الموت سبقنى: حضرت صالون الفنان محمد نوح الثقافى بدعوة كريمة من الفنان الجميل صاحب الصالون شفاه الله، وبحضور باقة من رواده الذين يثبتون باستنارتهم ورقى حواراتهم واختلافهم المثمر أن مصر ولادة ولا يمكن أن يصيبها العقم، كنت مشغولاً خلال المناقشات والحوارات بسؤال مهم، كيف لا يكرم هذا الفنان المبدع الذى أثر فى وجداننا حتى هذه اللحظة؟!، تقام أعياد الفن ولا يذكر اسمه، تقدم جوائز الدولة التقديرية كل عام ولا يتم ترشيحه، تعقد المهرجانات والاحتفالات ويتم تجاهله ونسيانه، هل هذا معقول؟!، هل لا يعرف أحد فى وزارة الثقافة، ماذا قدم هذا الرجل؟ هل لأنه عازف عن التزلف والنفاق والتقرب لأصحاب الكراسى يتم نفيه؟ هل لأنه موسيقار مثقف ثقافة حقيقية ومهموم بقضايا وطنه نهمشه ونشطب عليه؟ تذكرت وأنا طفل أصحب عمى الذى كان جندياً مشاركاً فى حرب 73 ونزل إجازة من سلاح الدفاع الجوى بعد الحرب، وكان قد قضى أجمل سنوات حياته فى الجيش انتظاراً لقرار الحرب، أنه قال لى: «النهاردة حنروح معرض الغنايم فى الجزيرة»، ضم هذا المعرض غنائم الجيش المصرى من دبابات ومدافع وصواريخ وطائرات إسرائيلية، تحمست لأننى سأستمع إلى محمد نوح، كانت أغنية: «مدد شدى حيلك يا بلد» هى القوت اليومى للمصريين أثناء الحرب، كنت أريد أن أستمع وأشاهد أيضاً، أشاهد هذا الصوفى المتبتل العاشق الذى ينفجر ينبوع حماسه أثناء الغناء، ألمح دموعه وأراقب عضلات وجهه الغاضبة وأشاهد نظرة التفاؤل الصافية على ملامحه المصرية المنحوتة بأزميل الصبر وكأنها أحد تماثيل مختار المحفورة على جرانيت مصر المحروسة، بكيت معه وقفزت سروراً على أنغامه، قال لى عمى عندما شاهد الآلاف يغنون مع نوح فرحاً بالنصر: «الحمد لله دم زمايلى ماراحش هدر».

يا من لا تتذكر هذا العملاق، استمع إلى موسيقى فيلم «المهاجر» لتتعرف على ما هو التأليف الموسيقى والهارمونى والبناء والحس؟، هذا الفنان الذى لم يكتف بتعلم الموسيقى هنا فى مصر فسافر إلى أمريكا ليستزيد من العلم وعاد ليقدم شيئاً مختلفاً لم تتعود عليه الأذن المصرية، يا من تتجاهل هذا الفنان العبقرى، استمع إلى موسيقى مسرحية «سحلب»، واحدة من أعذب وأرقى وأهم التجارب الغنائية الموسيقية فى تاريخ المسرح المصرى؛ لكن للأسف لم يكتب لها الاكتمال وبترت واغتيل نجاحها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في حب محمد نوح في حب محمد نوح



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon