بقلم - خالد منتصر
أمس تم تكريم الموسيقار العظيم محمد الموجى فى الرياض بمناسبة مئويته، محمد الموجى ليس ملحناً عابراً، ولا موسيقياً يسقط من الذاكرة، لكنه خالد خلود الفن الحقيقى والإبداع الخالص، ترك بصمة فى وجدان وروح كل من استمع إلى ألحانه.
قصة الموجى هى عبارة عن غرام مدهش وعشق أسطورى للموسيقى، طفل من بيلا كفر الشيخ، لم يتعلم موسيقى على يد مدرس فى قريته البسيطة التى فيها الراديو رفاهية فما بالك بالعود أو الكمان؟! حصل على دبلوم الزراعة، والمفروض أن حياته كانت قد استقرت كناظر زراعة، لكنه فجأة وبحسم وبدون أن يعرف مصيره، يترك كل هذا الاستقرار ليلقى بنفسه فى غياهب المجهول، بعد أن علّم نفسه أبجديات الموسيقى من خلال هذا العشق الجارف، يعزف فى الصالات، ومنها صالة صفية حلمى، ويطرق أبواب الإذاعة ويرفضونه ويغلقون الباب أمامه المرة تلو المرة، ويرسب.
لم يصبه اليأس، إلى أن التقى بتوأم روحه عبدالحليم حافظ عازف الأوبوا، وبدأت رحلة الشهرة بـ«صافينى مرة» التى كانت فى البداية أغنية عُرضت على مطربين آخرين، وكان حليم معه أثناء تلك العروض التى رفضها هؤلاء، إلى أن استقر الأمر على أن يغنيها حليم، وظل عبدالحليم يمثل حنجرته البديلة وصوته وروحه حتى رحل العندليب بعد أغنيته العبقرية قارئة الفنجان، لكى تعرف من هو الموجى فلتستمع إلى:
«الليالى، جبار، حبك نار، أحبك» لعبدالحليم،
«للصبر حدود، اسأل روحك، حانة الأقدار» لكوكب الشرق،
«عيون القلب» لنجاة،
«يامه القمر ع الباب، أنا قلبى إليك ميال» لفايزة،
«أكدب عليك» لوردة،
استعراض «صغيرة ع الحب» لسعاد حسنى،
«شباكنا ستايره حرير» لشادية،
«رمش عينه» لمحرم فؤاد،
«هو الحب لعبة» لعزيزة جلال،
بالطبع لا يمكن حصر ١٥٠٠ لحن فى هذه المساحة، لكن مساحة الحب التى يحتلها الموجى فى قلوبنا ستظل إلى الأبد.