توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعا أستاذنا الرخاوي

  مصر اليوم -

وداعا أستاذنا الرخاوي

بقلم - خالد منتصر

د. يحيى الرخاوي كانت له مدرسة خاصة فى الطب النفسى تقف على مشارف الإبداع الأدبي، وكانت له محاولات أدبية وروائية وشعرية لها تفردها، تعرفت عليه من خلال صديق دفعة عمل عنده فى مستشفى المقطم فى بداية حياته ووقع فى حب مريضة مدمنة، وعندما علم د. يحيى الرخاوى جاء به إلى مكتبه وقرّعه وعنّفه قائلاً: «انت مش حتنفع طبيب نفسى، اللى يقع فى حب مريضة نفسية أثناء علاجها يبقى مش عارف يضع المسافة الصح عشان يقدر يعالج، المسافة دى لو راحت واختلطت الأمور حتفشل حتماً فى علاجها، أنت بكده بتضرها مش بتعالجها»، ثم أنهى تعاقده، قلت وقتها إن «د. الرخاوى ظلم صديقى والحكاية ماكانتش تستاهل»، لكن عندما كبرت قليلاً عرفت أنها تستاهل، وأن الطبيب النفسى عشان يعمل كونترول على مريضه لا بد من تلك المسافة الافتراضية.

بعدها سمعته وهو يحكى حكايته مع السباحة وأنه تعلمها وهو فوق الستين!! حسدته على قوة إرادته، انعكس هذا على طريقة علاجه للصدمة النفسية التى حدثت لنجيب محفوظ بعد حادث طعنه فى رقبته وشلل اليد عن الكتابة، أعاده الرخاوى بتمرينات الإرادة والإصرار لأنه كان على ثقة من أن حرمان نجيب محفوظ من الكتابة هو الموت بعينه.

كتب بعدها نجيب محفوظ «أحلام فترة النقاهة» والتى كانت درة فلسفية تقطر حكمة.تعلمنا منه فى شبابنا من خلال المجلة التى كان يصدرها على نفقته عن الطب النفسى والتطور، والتى كانت تمثل وجبة ثقافية دسمة وليست مجرد موضوعات طبية أكاديمية.يقول عن لقائه بنجيب محفوظ بعد الحادث:كلمنى المرحوم أ.د. سامح همّام (الذى أجرى له الجراحة بعد الحادث)، وهو أستاذى وصديقى، وسألنى: هل زرتَ الأستاذ؟ فقلت له: لا، سألنى: لماذا؟، قلت له: «أنا أحب أن أحافظ على حبى له عن بُعد»، ذهبتُ - وكأن علىّ أن أطيع أوامر الشرطة - لزيارته: ذهبت طفلاً يخاف أن يواجه أباه رغم يقينه بعفوه وحبه وطيبته، طفلاً عليه أن يعود أباه ويكون تحت أمره ويطلب رضاه، لا أكثر. وصاحبته فى المستشفى كصديق ومريد لا أكثر، حتى إن الوصفة التى كتبتها له هى أنه عنده «فقر ناس» وأن علاجه فى السماح له بجرعة من محبيه وأصدقائه يومياً.

وحين عاد شيخى إلى قلعته وكأنه لم يفارقها أبداً، أخذتُ أداعبه لأول مرة منذ زرته، وردَّدت عليه قول المرحومة خالتى أنه: «يا دارى، يا ستر عارى، يا منيّمانى للضحى العالى»، مال إلى الخلف وجلجلت ضحكته التى سمعت عنها، فعشتُها بحجمها لأول مرة. شيخنا يعود إلى بيته وتعود إليه -إلينا- ضحكته، رحم الله أستاذنا العظيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعا أستاذنا الرخاوي وداعا أستاذنا الرخاوي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon