بقلم - خالد منتصر
رحلت الفنانة شريفه فاضل، صاحبة أجمل بحة صوت شعبية مميزة طالما أطربتنا وأبهجتنا وأبكتنا أيضاً، خاصة حينما غنَّت لابنها الشهيد «سيد» أغنية «أم البطل»، كلنا عرفنا إحساس الأم المكلومة حين تحولت البحة إلى شرخ فى جدار الروح، شهقة حزن عميق، ابن طيار فى العشرين من عمره يستشهد فى حرب الاستنزاف، زهرة اقتطفها ملك الموت من حضنها فجأة، حفظنا قصته لكننا كالعادة لم ننتبه إلى الأب السيد بدير، هذا العملاق المظلوم نقدياً وهو صاحب الأيادى البيضاء على المسرح والدراما والإذاعة والسينما والفن المصرى كله، آلاف التمثيليات الإذاعية، مئات الأفلام والمسرحيات ممثلاً وكاتباً، يحتاج كتاباً منفرداً وليس مقالاً عن براعته فى الكتابة، يكفى أن تعرف أنه الذى كتب «شباب امرأة» و«رصيف نمرة خمسة» مثلاً، المهم أن السيد بدير تقريباً فقد بصره بعد استشهاد ابنه «سيد»، وتدهورت صحته بعد تلك المأساة الفاجعة، لكن كانت هناك فاجعة لا تقل مأساوية وهى موت ابنه النابه العبقرى «سعيد» الذى كانت نهايته والتى سجلتها الصحف حينذاك على أنها انتحار بالقفز من شقته، وعندما فتحوها وجدوا تسرباً للغاز كما كتب وقتها وعندما فحصوا جثته وجدوا قطعاً فى شريان اليد!!! وتضاربت الآراء ووُجهت الاتهامات لجهات أجنبية على أنها اغتيال متعمد ومدبر، فقد كان لامعاً فى مجاله الهندسى بعد تخرجه فى «الفنية العسكرية» وذهابه لألمانيا وأمريكا، وتخصصه وبراعته فى التحكم فى المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعى إلى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعى، والتحكم فى المعلومات المرسلة من القمر الصناعى إلى مركز المعلومات فى الأرض، سواء أكان قمر تجسس أو قمراً استكشافياً.كل هذا جعله هدفاً للمطاردات والتربص ومحاولة اختطافه، وما زال هذا الصندوق الأسود غير معروف حتى الآن، وما زال سيد بدير الذى أنشأ فرق التليفزيون التى نعيش على تراثها المسرحى حتى الآن لم يأخذ حقه الكافى من التكريم.