توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموبايل واقتحام الخصوصية

  مصر اليوم -

الموبايل واقتحام الخصوصية

بقلم - خالد منتصر

صورة النجم العالمى «توم هانكس» على «فيس بوك» فى مصر، لغاية هنا عادى، لكن للأسف التصوير تم دون علم «توم هانكس» وعلى غفلة، وهذا فى الغرب جريمة اقتحام خصوصية بدون إذن، وهذا يفضح عدم احترامنا لإتيكيت استخدام الموبايل، كانت الكلمة الشهيرة «ذيع» فى برنامج الكاميرا الخفية هى جواز مرور إذاعة المقلب تليفزيونياً والسماح بظهور بطل المقلب المستفز فى شخصية مختلفة وحالة مغايرة لشخصيته وحالته الطبيعية، أما الآن فى عصر الموبايل فمن الممكن أن يتحدث إليك شخص ويسجّل لك دون أن يخبرك بأنه يتنصت تليفونياً عليك، أنت تتكلم من باب الدردشة والرحرحة، التى لو حوسبنا عليها جميعاً لقبعنا كلنا جماعة فى ليمان طره!

أنت حينما تعرف أن حديثك للنشر الصحفى مثلاً تضبط بعض الكلمات، وتفرمل بعض الأفكار، ليس من باب النفاق والتقية، ولكن من باب مسئولية الكلمة التى تُقال لشرائح مختلفة الفكر والثقافة والمستوى الاقتصادى، الذين يجب أن «تفلتر» كلامك أمامهم، لأنهم ليسوا مثل صديقك الذى تتعرّى أمامه وتُفضفض، ولذلك يجب أن يخبرك الصحفى بأنه يسجّل لك ولا يباغتك أو يضعك فى فخ، وبعدها يجب من باب المهنية والصدق والواجب أن يستأذنك، مثلما كان يستأذن إبراهيم نصر ضحاياه ويقول لك «نذيع»، ولك الحق فى أن توافق أو ترفض.نحن استخدمنا الموبايل دون تعلم إتيكيت الموبايل، استوردناه ولم نستورد معه احترام الخصوصية وعدم الاقتحام والتطفّل والفضول اللزج، نستخدمه لصنع المقالب ونسج الفضائح والتجريس، آخر ما نستفيد منه ونستعمله فيه هو الحوار المهم، لا تطلب به زوجة الإسعاف، ولكنها تطلب به وصفة طبيخ من الجارة، أو ترن به على طفلها الذى يلعب فى الحجرة المجاورة!، لا يطلب فيه رجل حلاً لمصيبة طارئة بقدر ما يطلب فيه صديقه ليحكى له آخر نكتة أو يطلب منه حلاً لتلاتة أفقى فى مسابقة الكلمات المتقاطعة!، تجلس فى مطعم فتجد شخصاً يصورك أنت وعائلتك رغماً عن أنفك، أو تجلس على شاطئ فيفاجئك شاب بأنه يصور الشاطئ كله وبالطبع أنت وأصدقاؤك فوق البيعة، وكأنه مخرج تسجيلى يسجّل لحظة تحرير القدس أو انفجار بركان فيزوف أو تدمير برج التجارة أو القبض على بن لادن!

الموبايل له إتيكيت نجهله ونتجاهله، استخدامنا العشوائى للموبايل يعكس عشوائيتنا السلوكية، رنة موبايل عالية مجعرة تصرخ ولا تنبّه، مثلها مثل ميكروفونات الأفراح الصاخبة، التى لا تعكس بهجة بقدر ما تعكس تمثيلاً وافتعالاً للبهجة، ومثل ميكروفونات الزوايا الزاعقة، التى لا تعكس إيماناً بقدر ما تعكس تمثيل إيمان وتديّن شكلى طقوسى، حديث صارخ ورد حنجورى وكأن الشخص يعلن عن عيل تايه فى صحراء التيه، تجلس بجانب الذى يتحدث فى التليفون فيخرق أذنيك بصوته ويزعق فى الموبايل، وكأنه يتحدّث إلى أطرش!، أثناء محاضرة تتطلب تركيزاً تجد «الجيمز» اشتغلت، ونقل الرنات والأغانى والفيديوهات بالبلوتوث اجتهدت، واستعراضات الماركات انفلتت!!،

إننا أكبر شعب فى الكون يصرف على الرنات وإعلانات النغمات، حتى الفتنة الطائفية استخدمنا الموبايل فيها، فنجد من يجاهد برنات الأدعية أو الترانيم فى مكان لا يحتمل هذا ولا ذاك!هل نفعنا الموبايل أم فضحنا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموبايل واقتحام الخصوصية الموبايل واقتحام الخصوصية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon