بقلم - خالد منتصر
أجمل ما سيفعله معرض الكتاب هذا العام احتفاله واحتفاؤه بصلاح جاهين، كتيبة الفن المتحركة؛ شعر وصحافة ورسم وسيناريو وتمثيل وإنتاج.. إلخ، صلاح جاهين رمز زمن وأيقونة إبداع وحالة خاصة جداً من التوهج الفنى الذى لم يتكرر، والاحتفال به له عدة دلالات فهو احتفاء بالفن وبالإبداع وبالتنوير، فجاهين قد خاض معارك قوية مع رموز رجعية كثيرة من خلال رسوم كاريكاتير وصل صداها إلى مجلس الأمة وقتذاك، وأثارت جدلاً كبيراً حرك المياه الراكدة خاصة حول النظرة الرجعية للمرأة، وعندما كان جاهين فى «صباح الخير» رساماً وشاعراً أبدع فى عدة سلاسل واختراع شخصيات وكتابة رباعيات كانت إبداعاً فلسفياً قبل أن تكون نظماً شعرياً، لدرجة أن العملاق يحيى حقى وهو الصارم فى نقده كتب عنها دراسة نقدية مطولة وعدَّها من دُرر الشعر العربى، وعندما رأس تحرير «صباح الخير» جعل منها منبر الشباب أو بالأصح روح الشباب المتمرد حتى ولو كان عمر الكاتب فى الثمانين، وعندما انتقل صلاح جاهين إلى «الأهرام» تحت رعاية صانع ومكتشف الجواهر واللآلئ حسنين هيكل، صارت معاركه السياسية ملء السمع والبصر، وصارت رسومه بمثابة جبرتى مصر، وعندما اتجه لكتابة السيناريو صنع نسيجاً جماهيرياً وفى نفس الوقت له نظرة مستقبلية بدون تعقيدات، فمثلاً «خلى بالك من زوزو» برغم الهجوم عليه وقتها إلا أن الزمن أثبت بُعد نظر جاهين حين تنبأ بسيطرة الجماعات الإسلامية على الجامعات والذى تحقق بعد سنوات من عرض الفيلم، أما الفوازير التى كتبها لنيللى ولآمال فهمى فقد صارت أيقونة، والمسطرة التى تقاس عليها الفوازير فيما بعد.. «جاهين» أسطورة، وأنا سعيد بأنه شخصية المعرض وشخصية العام، وأتمنى ظهور مسرحية عنه هذا العام.