بقلم - خالد منتصر
افتتاح بيت المسنين التابع لنقابة المهن التمثيلية خطوة رائعة وفي منتهى الأهمية، بداية من اسم الدار "القوة الناعمة" حتى الدلالة والرسالة التي وجهت للمجتمع كله من خلال النقيب أشرف زكي، وحاكم الشارقة الذي مول وساند المشروع، والفنانين الذين قاموا بالافتتاح مع النقيب وإعلان تضامنهم.
رعاية القوة الناعمة في شيخوختهم عمل مهم، لكن الأهم أن نكسر الجليد حول سمعة بيوت المسنين السيئة والتي انتشرت في مجتمعنا وكأنها عار أوسبة، بيت مسنين مجهز برعاية طبية واجتماعية، ومع طاقم متدرب على مستوى هو أفضل من صقيع الوحدة، وعذاب عدم التعامل الصحيح مع أمراض الشيخوخة المزمنة.
ليس كل شخص وضع أباه أو أمه في بيت مسنين هو مدان أو مجرم، لابد من تغيير تلك الثقافة الكارهة لبيوت المسنين والتعامل معها كمعتقلات، بالطبع الأفضل رعاية الابن أو الابنة، ولكن هناك ظروف كثيرة تحتم على الأبناء البحث عن بيوت مسنين جيدة وفيها الدفء الاجتماعي والعناية الطبية، هناك ابن مسافر وهو وحيد أبويه، فلنفرض أن أحد الأبوين توفى، والابن مسافر يعمل من أجل لقمة العيش ولا يستطيع العودة، وإلا فمصيره ومصير أسرته ومصير والده أو والدته هو الجوع، كيف سيتصرف؟
لا يوجد حل إلا بيوت المسنين، ومن يده في الماء البارد كما يقولون ليس كمن يده في النار، الكثير لايعرف متاعب التعامل مع مرضى الخرف وألزهايمر، والتي تحتاج الى مهارات وجهد وصبر وفهم طبي لايقوى عليه كل الأبناء أو رفاق رحلة الحياة، وفي أغلب الأحيان يحدثون ضررا للمريض بقلة خبرتهم في التعامل مع تلك الحالات، حينها يصبح بيت المسنين ليس رفاهية ولا تخلصاً من أب أو أم ولا رمياً لهما في بيت مسنين، بل يصبح انقاذا.
وفي أحيان أخرى يحتاج كبير السن حياة اجتماعية بدلاً من عزلته بين جدران باردة حتى ولو كانت صحته غير متدهورة، نتمنى من الدراما ومن الاعلام ألا يكونوا قساة في مسألة انتقال كبار السن لبيوت المسنين واعتبارها منحة اجتماعية وطبية وليست عقاباً أو تجريساً.