توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شارلي شابلن

  مصر اليوم -

شارلي شابلن

بقلم - خالد منتصر

كتاب فن الشعر الإغريقى كان عن المسرح والدراما والتراجيديا.. إلخ، هذا كان معنى الشعر عند أرسطو، ليس قوافى مرصوصة بلا رابط، ولا بكاءً على الأطلال ثم مدحاً ثم غزلاً.. إلخ، ولكنها حياة ممتدة ومتصلة ومتلاحمة عبر فصول درامية، لذلك ليس غريباً أن نعود بالمسرح إلى نواته الأولى الشعر عبر مسرحية شعرية غنائية استعراضية كتبها الشاعر المبدع د. مدحت العدل عن واحد من أعظم مبدعى السينما، وهو شارلى شابلن.

مدحت العدل لا يكتب الشعر بل يتنفسه، تحس أنه محمول على كرات دمه الحمراء ويسرى فى النخاع والأنسجة، وهو دوماً يخرج عن المألوف محلقاً خارج السرب، أن تكتب مسرحية من الألف إلى الياء شعراً غنائياً يصل فى بعض الأحيان إلى درجة الفلسفة، أن تبكى مع «شابلن» الذى يعتبره البعض مهرجاً، أن تتعامل معه أحياناً كماركس ونيتشه، وأحياناً كصعلوك ومهرج، أن تعيش معه موج المشاعر المتناقضة أحياناً، من بؤس الطفولة وفراق الأم التى افترسها المرض العقلى، إلى تحقيقات المكارثية معه ونفيه خارج البلاد، إلى تكريمه الأسطورى، إلى سقوط فيلمه عندما غادر الصمت وقرّر أن ينطق!!

كل هذه الأحراش والغابات والوديان والسهول هى خلطة مدحت العدل المتفرّدة، والتى أضاف إليها المخرج الشاب الموهوب أحمد البوهى نبضاً حركياً رائعاً وإيقاعاً ساخناً وحيوياً برسمه مشاهد تحمل عمقاً بدون تعقيد وسلاسة بدون سطحية، مثل مشهد لعب هتلر بالكرة الأرضية ومشهد تحريك رجل المخابرات الأمريكى للصحفية وزوجة شارلى كالدمى، ومشهد الأشباح أمام الستارة السوداء وهى تحاصر شارلى، اختيار مدحت العدل للجانب الثورى فى الحياة وفى الفن كان ذكياً، فالفنان ليس آلة فوتوغرافيا أو روبوت أو ماكينة ATM، إنما هو قبل كل شىء موقف ورؤية وهذا سر عظمة شارلى شابلن.

محمد فهيم بطل العرض كان المفاجأة الحقيقية، فهو يحمل كنزاً من الطاقة التى تتجاوز التشخيص إلى ما تحت جلد الشخصية، يمتلك لياقة بدنية وذهنية تجعلنى أتنبأ له باحتلال مكانة مهمة ومتقدمة فى تاريخ فن التمثيل المصرى، باقى أبطال العرض أيمن الشيوى ونور قدرى وحتى الأطفال الذين أدوا أدوارهم باقتدار.

مصمم الاستعراضات مفاجأة، فهو على مستوى عالمى، والملحن إيهاب عبدالواحد والموزع نادر حمدى ومصممة الأزياء المتمكنة الرائعة ريم العدل. أما الإنتاج.. الرائعان الثنائى المتوهج فناً هانى نجيب وأحمد فهمى فقد أثبتا أن القابض على الفن ليس قابضاً على الجمر، ولكنه قابض على الجمال والخير والسحر، شكراً لهذا الإنتاج السخى الثرى الذى يموت المسرح الاستعراضى بدونه. قبلة على جبين الجميع. الجميع صنعوا لنا يومنا بجمال ورقة وعذوبة وصنعوا معه عرضاً يستحق الاحتفاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارلي شابلن شارلي شابلن



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon