توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد

  مصر اليوم -

فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد

بقلم - خالد منتصر

أرسل لى بعض الأصدقاء إعلانات حجامة وضعها بعض الأشخاص، ومنهم أطباء وإخصائيو علاج طبيعى، وبالطبع فيهم دعاة ورجال دين وأصحاب صالونات حلاقة ودايات.. إلخ، مكتوب رقم الموبايل على «فيس بوك» أو على حائط تحت الكوبرى أو على جدار جامعة! قررت أن أكتب هذا المقال وأوجّه استغاثة لوزير الصحة، وهو رجل محترم ولن يرضى عن تلك الفوضى، ما يحدث من تشريط لأماكن معينة فى الجسم لينزف الدم الذى يدّعون كذباً أنه دم فاسد ليدخل فى أكواب، هو تجارة بالمرضى، جريمة طبية اسمها فى القانون إحداث جرح عمدى بدون ضرورة طبية، المفروض لا يمسك بالمشرط ويحدث جرحاً لإجراء عملية يحتاجها المريض إلا طبيب متخصص، مثل السلاح الذى لا يُسمح به إلا لضابط الجيش أو الشرطة، فأن تخترع أنك ستشرط المريض بالموس لكى تخرج منه الدم الفاسد فأنت ترتكب جريمة ومكانك الطبيعى خلف القضبان، فلا يوجد شىء اسمه دم فاسد يخرج من مناطق معينة فى الجسم، نحن فى معامل التحاليل ومن خلال نقطة دم نقرأ خريطة وظائف جسمك وأيضاً خريطتك الجينية، فالدم ليس علبة بلوبيف منتهية الصلاحية وفسدت خارج الثلاجة.

الدم الفاسد هذا هراء وخرافة لا تليق بأن تتداول فى بلد اخترع الطب، أما خرافة أنه يشفى ثمانين مرضاً، منها المتناقض والمتضارب، فهذه أكبر مسرحية كوميدية عبثية نعيشها. تخيلوا، وهذا مقتبس من مراجع أهل الحجامة الكرام، أن الحجامة تشفى الروماتيزم، والنقرس، والشلل النصفى، والكلى، وضعف المناعة، والبواسير وتضخم البروستاتا، والغدة الدرقية، والضعف الجنسى، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، والقولون العصبى، والتبول اللاإرادى فى الأطفال، وضيق الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والسكر، ودوالى الساقين، والسمنة، والنحافة، والعقم، والصداع الكلى والنصفى، وأمراض العين، والكبد، والكلى، وضعف السمع، والتشنجات، وضمور خلايا المخ، ونزيف الرحم، وانقطاع الطمث والسرطان، والشلل والروماتيزم والربو والشقيقة والضعف الجنسى!! كيف وما هو الباثولوجى وما هى المادة الفعالة..؟

كل هذا غير مهم، المهم أنه يعالج النحافة والسمنة وضعف الانتصاب عند الرجل وانقطاع الدورة عند المرأة فى الوقت نفسه؟! والغريبة أن الملايين ما زالوا مصدقين!! أما القنبلة الكبيرة فهى أوقات الحجامة المستحبة، يا سلام! اسمع يا مؤمن هذا الكلام العلمى المهم الذى سيغلق كليات الطب بعد الاستغناء عنها ويجعل الأطباء عمالة زائدة تعمل فى إصلاح بوابير الجاز، يقول الحجامون الخبراء فى الشغلانة إن الحجامة يجب أن تكون فى الأيام 17، و19، و21 من كل شهر هجرى، والتى تتزامن مع أيام الاثنين، أو الثلاثاء، أو الخميس، كما يُنصح أن تكون جلسة العلاج فى ساعات الصباح الباكر قبل اشتداد الحرّ!! السؤال ما علاقة يوم الخميس بالدم الفاسد بالعلاج بيوم سبعتاشر وتسعتاشر!! إنها الفخفخينا العلمية والحواوشى الذى يحتوى على كل شىء بما فيه الكاوتش وغطيان الكازوزة والنفايات إلا اللحم!

لو الحكاية شوية ماساج وتدليك مع كاسات هوا للإنعاش كان يبقى ماشى، لكن أن تتحول لسبوبة ومذبحة دموية فى كبايات وهمية، هنا هى جريمة مكتملة الأركان، وماينفعش نعيش فى جلسة زار جماعى تحت فزاعة إوعى تقرب ده طب نبوى، همسة فى أذن كل حجام متشنج دفاعاً عن سبوبته، أبولهب أيضاً كان يستخدم الحجامة! فأرجوك لا ترهبنى بكلمة طب نبوى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon