بقلم - خالد منتصر
فى 12 أبريل سنحتفل بذكرى ميلاد رائد الدراما الإذاعية محمد علوان، وفى العام القادم سنحتفل بمئويته، هو عملاق الإخراج الإذاعى بلا منافس، وقد نجح فى الانفراد بتقديم نجوم فى الإذاعة وافقوا على الوقوف أمام الميكروفون لأن محمد علوان هو المخرج.
هذه الكوكبة لم تتكرر فى تاريخ أى مخرج، ولم تستطع تكرار التجربة أى إذاعة بكل هذا الزخم والتألق، أخرج لعمر الشريف «أنف وثلاثة عيون» و«الحب الضائع»، ووقفت أمامه النجمات سعاد حسنى ونادية لطفى وصباح، وأخرج للنجم عبدالحليم حافظ «أرجوك لا تفهمنى بسرعة»، ووقفت أمامه نجلاء فتحى وعادل أمام، وأقنع عبدالوهاب ملك الوسوسة بأن يقف أمام ميكروفون الإذاعة فى مسلسل «شىء من العذاب» وشاركته الفنانة نيللى، وأخرج للفنانة شادية درة من درر الإذاعة «نحن لا نزرع الشوك»، فضلاً عن مسلسلات أخرى رائعة وخالدة مثل «فى بيتنا رجل» و«شىء فى صدرى»… إلخ.
محمد علوان فى الأصل ممثل لذلك كان يمتلك الحس الدرامى بقوة، حصل على دبلوم التمثيل من المعهد العالى للتمثيل وعين أستاذاً به، كما عمل مخرجاً إذاعياً ومستشاراً عاماً فى إذاعة الشرق الأوسط، ومراقبة الدراما فى إذاعة صوت العرب.
اكتشفته المنتجة المصرية اللبنانية الأصل آسيا داغر للعمل بالسينما، وكان ظهوره الأول عام 1942 فى فيلم (المتهمة) للمخرج هنرى بركات، كما عمل مساعداً للإخراج مع بركات.
عمل ممثلاً فى الإذاعة فى عام 1945، لكنه كان ضيفاً عابرا على السينما، ومن أشهر الأفلام الأخرى التى شارك فيها «الخرساء واليتيمتين وريا وسكينه»، تزوج من الإذاعية الكبيرة آمال فهمى، أتذكره الآن وأنا أستمع إلى فيضان من مسلسلات إذاعية تتبخر من الذاكرة، وأقول فى الليلة الظلماء يفتقد البدر، إنها الجدية والرغبة فى الكمال هى التى نفتقدها، وقد كان محمد علوان أستاذ البيرفيكشن والطموح الذى بلا حدود.