توقيت القاهرة المحلي 14:55:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جليلي وقاليباف وبينهما بزشكيان

  مصر اليوم -

جليلي وقاليباف وبينهما بزشكيان

بقلم - مصطفى فحص

قد تكون الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري اليوم استثنائية بكل المقاييس، بداية من ظروفها الخارجية الحرجة؛ حيث يُفضل صناع القرار الإيراني رئيساً متشدداً يتناسب مع مرحلة إقليمية ودولية تشي بأزمات كبرى لن تكون إيران في الداخل - وليس فقط مناطق نفوذها - بمنأى عن تداعياتها. أما داخلياً فيحتاج النظام إلى رفع مستوى المشاركة الشعبية في الانتخابات لإثبات شرعيته الرسمية ومشروعيته الشعبية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن خوض المنافسة، أو حصرها في شخوص معينة، وفي كيفية اختيارهم يعزز الاعتقاد بأن صناع القرار الإيراني هندسوا الانتخابات وفقاً لآليات تضمن وصول واحد من مرشحيهم المفضلين في هذه المرحلة، حتى يضمنوا الانسجام الكامل ما بين مؤسسات الدولة والنظام، وألا تكون هناك عودة إلى صراع التيارين (الإصلاحي والمحافظ).

في الجعبة المحافظة هناك مرشحان يتنافسان على أصوات كتلة ناخبة مؤيدة للنظام والثورة، لا يتجاوز حجمها الشعبي 20 في المائة من الإيرانيين، وهي تمثل رافعة عقائدية ونفعية للأقلية الحاكمة في إيران، ولكن هذه القوة الصلبة ذات الطبيعة العقائدية الواحدة تواجه انقساماً حاداً في استقطاباتها نتيجة الصراع الواضح بين مراكز القوة الراديكالية المتنافسة على مستقبل السلطة في إيران، والتي يمكن توصيفها بأنها صراع ما بين العسكر الراديكالي (الحرس والباسيج) ومرشحهما الجنرال السابق قاليباف، وبين المدنيين الولائيين الأصوليين المدعومين من المؤسسة الدينية الرسمية، ومرشحهم سعيد جليلي.

الصراع ما بين العسكر، أي الحرس والمؤسسة الدينية العقائدية إن صح التعبير، على السلطة في هذه الظروف له أسبابه وتداعياته، فالواضح أن الرئيس العتيد لن يكون رجل دين، ما يعني أن الرئيس المقبل لن يكون من الأسماء المرشحة لمنصب المرشد، ولكنه سيكون رأس الهرم في المرحلة الانتقالية لاختيار أو تأييد المرشد الجديد، وهذا ما سوف يمنحه لمدة طويلة قوة إضافية في إدارة الدولة والسلطة، تجعله الشخص الأول في إيران.

لذلك هناك حذر شديد من قبل المدنيين العقائديين (التيار الأصولي) من عسكرة الدولة، بحال فوز المرشح الأقرب إلى الحرس الثوري الجنرال السابق ورئيس البرلمان الحالي قاليباف، وهذا يعني مزيداً من تحكم الجنرالات بمفاصل الدولة والنظام، وإحكاماً كاملاً على المرحلة الانتقالية بسبب سيطرتهم شبه الكاملة على المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، واحتمال ترؤسهم السلطة التنفيذية للمرة الأولى منذ 1979.

في المقابل، يتحرك داعمو المرشح الأصولي سعيد جليلي في إطار الحفاظ على جوهر النظام الإسلامي وحماية المنصب الأعلى في إيران في المرحلة الانتقالية من تجاذبات العسكر وطموحاتهم في السيطرة عليه أو إضعاف دوره لصالح رئيس من قبلهم، وهذا يفتح باب التكهنات المستقبلية حول شكل النظام مستقبلاً نتيجة الصراعات داخل البيت الواحد أولاً، وفي ظل قطيعة شبه كاملة ما بين النظام الثوري الأصولي وأغلبية الإيرانيين التي برزت في انتفاضة الحجاب سنة 2022، وفي مقاطعة الانتخابات البرلمانية 2024.

ولكن ما بين جليلي وقاليباف يبرز من كان خارج الحسابات ليشكل تهديداً حقيقياً لكل حسابات صناع القرار، ويضع هندستهم الانتخابية أمام احتمال حقيقي بالفشل، ففي آخر الإحصاءات يتقدم المرشح الإصلاحي على كل منافسيه، وفي الأيام الأخيرة حظي بتأييد زعماء التيارين الإصلاحي والمعتدل، الأمر الذي قد يدفع الكتلة الناخبة الإصلاحية الكبيرة بالعودة عن قرار مقاطعتها، الأمر الذي دفع المرشد نفسه في آخر خطاب له إلى التلميح بأن أي رئيس مقبل عليه أن يكون منسجماً مع شعارات الثورة ومبادئها، في رسالة واضحة إلى المرشح مسعود بزشكيان. فالواضح أن قوى السلطة الحاكمة غير قادرة على حسم الانتخابات من الدورة الأولى، ما قد يؤكد تراجعاً في شعبيتها، فهي قد تكون عاجزة عن الإجماع خلف مرشحها الذي سينتقل إلى الدورة الثانية، ما يفتح احتمال حدوث مفاجأة كبرى في تكرار لسيناريو محمد خاتمي وعلي ناطق نوري سنة 1997.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جليلي وقاليباف وبينهما بزشكيان جليلي وقاليباف وبينهما بزشكيان



GMT 05:45 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

للأسف... وداعاً جو

GMT 05:42 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

عالم يركض كما نراه... هل نلحق به؟

GMT 05:37 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

مارك روته ومستقبل «الناتو»

GMT 05:33 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

ماذا لو حدث!

GMT 02:33 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

عن قرنين من تغريد

درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

"طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي
  مصر اليوم - طيران الرياض يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي
  مصر اليوم - أفضل أنواع النباتات التي تمتص الحرارة في المنزل

GMT 09:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الإسماعيلي يوضح أزمة مباراة الأهلي 99

GMT 19:50 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تراجع أسعار الأسمنت المحلية الأربعاء 14 يوليو

GMT 18:24 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

ريهام أيمن تشارك جمهورها بـ إطلالة صيفية

GMT 09:41 2021 الإثنين ,03 أيار / مايو

رواية جديدة و«سيرة ثقافية» لخالد اليوسف

GMT 08:45 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

ما يتمناه كل برج من الأبراج في مناسبة يوم الحب

GMT 12:05 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإفريقي يتفاوض لشراء كميات إضافية من لقاح "سبوتنيك"

GMT 15:40 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

ظهور أعراض أخرى جديدة على المصابين بفيروس كورونا

GMT 02:54 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يفوز 2-0 على سيلتا فيجو في الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon