توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... النظام وحافة الفوضى

  مصر اليوم -

إيران النظام وحافة الفوضى

بقلم:مصطفى فحص

مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث، بات النظام الإيراني يواجه حالة تمرد تنظم نفسها بنفسها وتمتلك دينامية استمرار تشكل حالة حرجة لمنظومة السلطة بكل تشعباتها، المحافظة بشقيها العسكري والعقائدي، والإصلاحية بكل تشكيلاتها السياسية الشريكة في تركيبة السلطة والحركية المتصلة بنبض الشارع؛ الأولى الحاكمة أي التيار المحافظ المعني مباشرة بإعادة فرض الاستقرار، لذلك يتمسك بخطابه التقليدي الذي يكرره عند مواجهة أي أزمة سياسية أو مطلبية، ويلجأ إلى الأسلوب ذاته الذي سبق أن جربه في مواجهات سابقة. أما الثانية الحركة الإصلاحية المعترضة على عنف النظام وعلى نموذج الحكم المتمسك بتطبيقه، وهي حائرة أيضاً في حجم قدرتها على تبني مواقف الاحتجاجات التي تمس جزءاً من طبيعتها، هذه الازدواجية في المعايير لدى التيار الإصلاحي دفعت بعض أجنحته إلى بلورة خطاب جديد يبعده بشكل شبه نهائي عن المحافظين ولكنه لم يقدم حتى الآن مشروعاً مختلفاً تماماً عنهم.
في المواجهة الأخيرة يظهر ارتباك النظام أكثر من أي مرحلة سابقة كونه لأول مرة يجد نفسه في موقع الدفاع عن طبيعته العقائدية، لذلك لجأت نخبه العسكرية والمدنية إلى تصعيد خطاب التهديد للمحتجين عبر المؤسسة العسكرية، وكان آخرها ما صرح به قائد القوات البرية في الجيش الذي قال إن «مثيري الشغب لن يكون لهم مكان في الجمهورية الإسلامية»، فيما حث 277 نائباً متشدداً في البرلمان الإيراني، الأحد الفائت، السلطة القضائية على «التعامل بحزم مع المحتجين».
الارتباك لدى قواعد النظام وصل إلى مستوى التنبؤ بمستقبل الجمهورية الإسلامية إذا حققت حركة الاحتجاجات أهدافها، وتحذير النخب السياسية والدينية والثقافية من مخاطر التحولات على البنية الاجتماعية في إيران جاء في افتتاحية صحيفة «كيهان» المتشددة يوم الأربعاء الفائت والتي نبهت إلى أن: غداة سقوط الجمهورية الإسلامية ستصبح إيران جحيماً فيما لو وصلت هذه الجماعة إلى السلطة، بشعار الحجاب الاختياري، فإنها ستتبع في النهاية «السفور القسري»... بل إن أحد الأهداف الرئيسية في هذه الفتنة هو تقسيم إيران وتفكيك بلادنا، وسيتم إضفاء الطابع الرسمي على المثلية الجنسية وانتشارها في إيران.
في المقابل مع تطور حركة الاحتجاجات وتبلورها كحالة تمرد اجتماعي، يظهر التيار الإصلاحي مزيداً من المرونة تجاهها، والموقف الأبرز جاء من السيدة زهرا رهنورد التي تقبع في الإقامة الجبرية مع زوجها زعيم الحركة الخضراء مير حسين موسوي التي قالت، في بيان حاد اللهجة موجه لقيادة النظام: «احترموا الشباب، لا تقتلوا أبناء الشعب، واسمعوا أصواتهم، الاحتجاج حق الشعب، أطلقوا سراح الطلاب السجناء وأوقفوا التهديد وتعليق الدراسة وطرد الطلاب»، فيما دعا التكتل الرئيسي للتيار الإصلاحي القريب من الرئيس الأسبق محمد خاتمي إلى إجراء استفتاء شعبي للخروج من أزمة الاحتجاجات.
عملياً كشفت حركة الاحتجاجات أن منظومة الحكم المعقدة في إيران (المحافظة والإصلاحية) تمر بحالة حرجة بعدما تسببت تشعبات السلطة وصراعاتها في دفع نظام الجمهورية الإسلامية إلى حافة الفوضى، فالنظام الذي حافظ على استقراره لأكثر من أربعة عقود، أدت حادثة مقتل فتاة تحت التعذيب إلى تحريض اجتماعي ضده وإلى تشكل حالة تمرد عقائدي أخرجت إلى العلن جميع الحساسيات القومية والتمييز المناطقي التي كانت مكبوتة لسنوات، فسرعة انتشار الاحتجاجات وتوسعها أقوى من سرعة النظام على احتوائها أو قدرته على معالجتها، لذلك بدأ يفقد شيئاً من توازنه وأصبح يميل إلى فرض توازنه من خلال التلويح بمزيد من استخدام العنف، ويصر على التعامل السلبي مع مطالب المحتجين، كأنه في حالة إنكار ولم يستوعب بعد أن طريقة تعامله السلبية مع مطالب محدودة قد تؤدي إلى نتائج كارثية أول ملامحها الفوضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران النظام وحافة الفوضى إيران النظام وحافة الفوضى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon