توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... حكومة ابن المقفع التايواني

  مصر اليوم -

لبنان حكومة ابن المقفع التايواني

بقلم :مصطفى فحص

بدايةً يعود حق الملكية الفكرية في تسمية حكومة العهد الثالثة بحكومة ابن المقفع «التايواني» إلى الزميل الدكتور مكرم رباح في تعليق على تصريح وزير الاقتصاد اللبناني في حكومة الرئيس نجيب الميقاتي، الذي روى أمام الصحافيين حكاية عن ضفدعين واحد أصم وآخر يسمع، أما التايواني فهو مصطلح من الممكن وضعه في خانة التنمر عندما يكون الحديث عن الأشياء غير الأصلية أي المُقلَّدة التي تتعرض للخراب السريع، فيقال عنها صناعة «تايوانية»، وهذا ما بدت فيها الحكومة اللبنانية بأنها تقليد رديء للحكومة السابقة.
أما ابن المقفع فلا يحضر هنا من باب العلم والمعرفة وليس لمناقشة تراثه وأثره على التاريخين العربي والإسلامي، بل إن اللبنانيين صُدموا من تصريحات بعض الوزراء الجدد الذين بدوا كأنهم متأثرون بكتاب «كليلة ودمنة» الذي نقله ابن المقفع إلى العربية، لكن قصص الأطفال أو حكايات المساء التي استعانوا بها من أجل وصف حالتنا لا يبدو أنها تعود لابن المقفع الأصلي، كأن وزراء العهد استعانوا بآخَر «تايواني».
تعليقات اللبنانيين الساخرة على كلام بعض الوزراء وربطها بكتاب «كليلة ودمنة» قد تتسبب في إحراج للعهد، كون وزرائه الذين أُوكلت إليهم مهمة «شيل الزير من البير» لم ينتبهوا إلى أن ابن المقفع من فارس، وهم يمثلون الحكومة المحلية لولاية لبنان التي تقع ضمن الجغرافيا السياسية لبلاد فارس أو خراسان الكبرى، وهذا يُرتب عليهم الإلمام بثقافة سلطة الوصاية ولغتها، لذلك عليهم أن يحذوا حذو نخب لبنانية سابقة في زمن كان للبنان دولة وقادة وزعماء، في زمن سلطة اليمين اللبناني أو ما كان يُعرف بالمارونية السياسية المتهمة حينها بتلقي الدعم من الانتداب الفرنسي، الذي ترك بصماته المعرفية والأدبية والثقافية على المجتمع اللبناني وحتى على زعماء اليسار مثل آل جنبلاط الذين يتقنون الفرنسية كما لو أنها لغتهم الأم.
في حفل التسليم والتسلم لجأ وزير العمل في بلد يعاني من أزمة بطالة خانقة تسببت في هجرة جماعية، إلى أساطير من ثقافة الإنكا عن طائر التاسوس الذي أطفأ النار بقطرات ماء ينقلها بمنقاره الصغير فغارت منه الغيوم التي تلبدت وأمطرت فوق النار... ما قاله الوزير يصلح حكاية يرويها لأحفاده قبل النوم، وليس في بلد المطلوبُ من مسؤوليه الشفافية والتعامل بواقعية مع أرقامه الاقتصادية المنهارة.
أما وزير الاقتصاد الجديد في حكومة تدّعي أنها تحمل مشروعاً إنقاذياً، فقد استعان بمثل عن ضفدعين سقطا في بئر وأن الضفدع الأصم خرج منه أما الذي يسمع فلم يحالفه الحظ. هذا الكلام العبثي الركيك ليس مجرد صدفة إنما يحمل في مضمونه ما تفكر فيه المنظومة، التي تريد مواطنين لا يسمعون، وفي القريب العاجل لا يرون ولا يحكون، حتى يتاح لها استكمال سيطرتها على الرأي العام، وعزل الأصوات الاعتراضية التي تحرجها وتؤثر على موقف الشارع، وهذا ما بدا واضحاً في كلام وزير الإعلام الجديد، وهو مقدم برامج ترفيهية شهير، طالب وسائل الإعلام بعدم استضافة شخصيات سياسية وإعلامية معارضة للحكومة والعهد، فلم يعد مستبعداً أن معالي الوزير المتأثر بالنموذج الديمقراطي السوري أن يوجه نفس الاتهامات التي كان النظام السوري يوجهها لمعارضيه بأنهم يتسببون في إضعاف الشعور القومي ووهن عزيمة الأمة.
ما لم تدركه المنظومة أن مشروع التضليل مستحيل، وأن إشاعة الأوهام وتزييف الأرقام لن يعالج أزمة باتت بنيوية، فقد سبقهم السوفيات بجبروتهم وفشلوا، ولم تساعدهم التهم الدعائية في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، فقد كان عدم الشفافية أحد عوامل سقوطهم.
وعليه، فإن من الواقعية والشجاعة القول من دون تردد إن لبنان الذي نعرفه انتهى... وإن الحفاظ على ما تبقى من حطام يحتاج إلى معجزة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان حكومة ابن المقفع التايواني لبنان حكومة ابن المقفع التايواني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon