توقيت القاهرة المحلي 09:30:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... لا تراجعات رئاسية

  مصر اليوم -

لبنان لا تراجعات رئاسية

بقلم - مصطفى فحص

يوماً بعد يوم تتراجع الحظوظ الرئاسية لمرشح محور «الممانعة» الوزير السابق سليمان فرنجية، لكن الثنائي الشيعي لم يتراجع عن دعم ترشيحه، ففي آخر تصريح لنائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أكد تمسك حزبه بترشيح فرنجية وعدم التخلي عنه. قاسم صوّب على المعارضة التي لم تقدم مرشحها المنافس حتى الآن والتي برأيه أن موقفها يقوم على السلبية فقط من مرشحهم دون تقديم البديل، وأوضح «أعلنَا دعمنا لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فلتطرح الكتل الأخرى مرشحها أو مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر للخروج من المراوحة، ثم يكون الانتخاب بتطبيق الدستور لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي».

دعوة الشيخ قاسم بالذهاب إلى مجلس النواب بمرشحين تنسجم نوعاً ما مع ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره يوم الأربعاء الفائت عن «وجوب إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية كحدّ أقصى في 15 يونيو (حزيران) المقبل؛ إذ لا أحد يمكن أن يعرف إلى أين يتجه البلد من خلال الإمعان في حالة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية». فمما لا شك فيه أن الرئيس بري يريد من خلال وضعه سقفاً زمنياً للاستحقاق الرئاسي أن يمارس ضغوطاً على المعارضة التي ترفض مرشحه، وتحميلها مسؤولية التعطيل الذي يمنع التحاق لبنان بمرحلة الانسجام العربي - العربي والسعودي - الإيراني الحاصل من جهة، ومن جهة أخرى فهو يريد التخلص من عبئين: الأول أن ينتخب رئيس للجمهورية قبل نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة؛ حتى لا تنتقل إدارة البنك المركزي إلى نائبه الشيعي ويتحمل الثنائي الشيعي مسؤولية الكوارث المالية في حال خرج رياض سلامة من المشهد، أما العبء الآخر فهو إطالة زمن الفراغ الذي يؤدي مباشرة إلى تقليص فرص مرشحهم.

الواضح، أنه كلما ازدادت مدة الفراغ كبرت معضلة الثنائي الذي يحاول تجنب السيناريوهات الأسوأ داخل إدارة الدولة، وهذا جزء من استعجاله الرئاسي لإنهاء الفراغات في وظائف الدرجة الأولى التي تحتاج إلى رئيس جمهورية وحكومة كاملة الصلاحية، فاستمرار الفراغات بهيكل الدولة الإداري، إضافة إلى مراوغة حكومة تصريف الأعمال في تنفيذ المطالب الإصلاحية سيدفع الخارج إلى ممارسة أقصى ضغوطه من أجل انتخاب رئيس تسوية من خارج صندوق المنظومة وهذا ما لا يناسب الثنائي مطلقاً.

في المقابل، لا تبدو المعارضة في وارد التراجع، خصوصاً الثلاثي الأساسي (القوات اللبنانية، حزب الكتائب والحزب الاشتراكي)، إضافة إلى المستقلين المسيحيين والسنّة والتغييرين، الذين باتوا متكئين على مواقف داخلية وخارجية تعطيهم بعض الوقت للصمود بوجه الثنائي، ولكنها لا تمنحهم ترفه - أي الوقت - حتى يتفق أغلبهم على مرشح منافس، فالداخل اللبناني - أي الرأي العام المحلي - لا يرى بفرنجية إلا ثورة مضادة من الثنائي وقوى السلطة على مرحلة ما بعد 17 أكتوبر (تشرين) بالعام، أما بالخاص فهو إضرار كبير بالدور المسيحي وتمثيله في الدولة والمجتمع ومحاولة ممارسة وصاية كاملة عليه لا تنسجم مع دوره التاريخي منذ الاستقلال، وهذا ما ذهب إليه بشكل واضح رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي قال «إذا استمر (حزب الله) بفرض قراراته على اللبنانيين، فعندها قد تقع حرب أهلية، فلا يقبل أحد بأن يعيش (مدعوساً)». وتابع قائلاً «لا أطرح أسماء للرئاسة؛ لأن الهدف اليوم هو منع فرض الحزب لمرشحه».

خارجياً، وبعد زوبعة التحليلات والإسقاطات الداخلية على مواقف الخارج، وخصوصاً الدول الخمس أعضاء اللجنة الدولية المعنية بالوضع اللبناني (الولايات المتحدة، السعودية، قطر، مصر وفرنسا)، فقد رفضت أغلبها الدخول بالتسميات، ويبدو أنها تتحرك بمنأى عن تمنيات الفرقاء اللبنانيين، وتؤكد أنها على مسافة واحدة من الجميع وليس لديها «فيتو» على أي مرشح، ولكن الواضح أن المعنيين منهم بالاستحقاق الرئاسي سيحددون طبيعة علاقتهم بلبنان وفقاً لمواصفات الرئيس العتيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان لا تراجعات رئاسية لبنان لا تراجعات رئاسية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon