توقيت القاهرة المحلي 21:40:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران النووية وضرورات حماية النظام

  مصر اليوم -

إيران النووية وضرورات حماية النظام

بقلم - مصطفى فحص

لم يكن أمام الرئيس الثاني لكوريا الشمالية كيم جونغ إل إلا الذهاب للخيار النووي حماية لنظامه، فعندما تسلم السلطة سنة 1994 خلفاً لوالده، كانت بيونغ يانغ قد خسرت غطاءها السوفياتي، وكان الغطاء العقائدي للنظام الكوري «الجوتشي» مهدداً من الداخل، لذلك كان الحل الوحيد المتوفر من أجل ردع الخارج واستقرار الداخل والحفاظ على طبيعة النظام ربط عقيدته بالقوة النووية. هذا الخيار أسهم في مزيد من عزلة الكوريين الشماليين عن العالم، وفي الحفاظ على متانة «الجوتشية» ومعناها (روح الاعتماد على الذات) أو (الموقف المستقل) التي أرسى مبادئها الرئيس الكوري الأول بدافع تحقيق مسافة عقائدية متوازنة بين السوفيات والصينيين.
من هنا، يذهب البعض إلى أن النظام الإيراني الذي يمر بمرحلة تحولات داخلية ومتغيرات خارجية تعصف بالمنطقة منذ 2011 يبحث عن رافعة لنظامه السياسي والعقائدي، فنظام ولاية الفقيه الذي يتعرض لانتقادات داخلية حادة وموقف مجتمعي في أغلبه يعارض النظام وآيديولوجياته، كان عليه أن يبحث عن خيارات القوة لحماية الاثنين، خصوصاً أن معضلة النظام من دون ولاية الفقيه لا يمكن أن يستمر، فيما ولاية الفقيه ما بعد المرشد الحالي تعاني أيضاً رمزية شرعية ليس من السهل على أي مرشد جديد ملؤها، لذلك لجأ النظام إلى تطوير مكامن قوته عبر أمرين؛ الأول فرض عقيدته على الدولة والمجتمع، والثاني فرض نفوذه على الدول والشعوب المجاورة، لكن من أجل تحقيق أهدافه الداخلية والخارجية بات يحتاج إلى قوة رادعة كفيلة بإبعاد أي خطر خارجي يعرقله.
في أكثر من محطة سياسية ناقش بعض المسؤولين الإيرانيين أهمية امتلاك نظامهم السلاح النووي، وآخرها التصريحات التي صدرت منذ فترة على لسان نائب رئيس مجلس الشورى السابق علي مطهري الذي قال: «منذ البداية عندما أطلقنا النشاط النووي كان هدفنا إنتاج قنبلة وتقوية القدرات الرادعة، لكننا لم نتمكن من الحفاظ على سرية هذه القضية». أما سابقاً، فقد اعترف الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني بأن بلاده فكرت في امتلاك قنبلة نووية أثناء الحرب الإيرانية العراقية... هكذا تصريحات إضافة إلى شبهات حول أنشطة إيرانية نووية غير سلمية، تبعث على التصور بأن أطرافاً في طهران تميل إلى امتلاك القوة النووية كأداة رادعة بيد النظام تؤمن حمايته، بمعزل عن الضريبة التي ستدفعها إيران عقاباً لها على قنبلتها النووية.
بين النموذج الكوري، والنموذج الباكستاني، تضطرب شهية النظام النووية، في الخيار الأول لا تتوفر الشروط الاجتماعية والثقافية والجغرافية لعزل إيران والإيرانيين، أما في النموذج الثاني فإن الخيار الباكستاني تختلف شروطه كلياً، حيث احتاجت باكستان إلى تحقيق توازن الرعب مع غريمتها الهند واستخدمت دوافع عقائدية لتأمين غطاء شعبي لقنبلتها النووية، وسرّعت الصراعاتُ الإقليمية وما تبعها من انحيازات جيوسياسية محيطة بها دخولَها النادي النووي، لكن أزمة باكستان أنها امتلكت قنبلة لتحميها ولكن نتيجة للتحولات والانحيازات الخارجية التي تؤثر في داخلها مباشرة أجبرت جهاز الدولة المؤسس للكيان الباكستاني أن يقدم تنازلات قاسية من أجل حماية قنبلته النووية.
يكمن الارتباك الإيراني هنا، ما بين استحالة عزل إيران والإيرانيين على الطريقة الكورية الشمالية، وما بين صعوبة تقديم التنازلات من أجل امتلاك القنبلة النووية كما تتصرف السياسة الباكستانية، وما بين هذا أو ذاك يكمن القلق الإيراني المُزمن منذ تأسيس النظام بأنه مهدد وجودياً، الأمر الذي يتسبب في حالة ارتباك تقلص حظوظ خيارات إيران النووية ولكنها تفتح أيضاً السؤال حول نماذج أخرى... يتبع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران النووية وضرورات حماية النظام إيران النووية وضرورات حماية النظام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon