توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... إرهاب غب الطلب

  مصر اليوم -

إيران إرهاب غب الطلب

بقلم - مصطفى فحص

لم تعد أساليب نظام البعث احتكاراً عربياً، بل نحن أمام نموذج بعث إيراني، فمن عاشر القوم أربعين يوماً أصبح منهم، فكيف إذا عاشرهم أكثر من أربعين سنة، فمن الطبيعي أن يتمثل بهم، ففي لحظة إيرانية حرجة ظهرت على النظام الإيراني عدوى البعث، واستعان بالإرهاب والتطرف كما استعان شقيقه النظام السوري من أجل إخماد ثورة شعبية تحت حجة مكافحة الإرهاب؛ إرهاب يتحرك بفعل فاعل ويخترق بشكل مدروس في العمق القومي والروحي، هدف مزدوج يحرك مشاعر مزدوجة لدى الأغلبية الفارسية الإيرانية.
لست ممن يؤمنون بفكرة المؤامرة أو يغض الطرْف عن أفعال إجرامية، فالإدانة واجب أخلاقي وسياسي، ولكن في العودة إلى نشاطات هذه التنظيمات المتطرفة في العقدين الأخيرين تبرز الشكوك في كثير من استهدافاتها الدقيقة وتوقيتاتها في العراق والسعودية ولبنان وسوريا وبعض العواصم الأوروبية، فالمريب في التوقيت الذي تحدده هذه الجماعات لبعض عملياتها يبعث على الشك أنها ترتبط بمواقف إقليمية تتصل بسياسات دولية، والأكثر استهجاناً في هذه اللحظة الإيرانية المؤلمة أن هذه التنظيمات لديها موقف عقائدي من النظام الإيراني وتجاهر في عدائها له، ولكن لم تقم بأي عملية في الداخل الإيراني منذ نشأتها إلا واحدة فقط منذ أعوام، بل على العكس فإن تنظيم «القاعدة» وجد في إيران ملاذاً آمناً له وأقام عَقد مساكنة بينه وبين النظام ما بعد سقوط نظام طالبان في أفغانستان، فإذا السؤال الذي يطرح نفسه من الذي فتح الباب لـ«داعش» وأخواتها نحو الداخل الإيراني وأوصلهم أو دلّهم على شيراز.
في اليوم الذي كان فيه المحتجون الإيرانيون يحتفلون باليوم الأربعين لتحركاتهم والذي يصادف ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل مهسا أميني، حيث خرج عشرات الآلاف من سكان مدينتها في مسيرة حاشدة لم يستطع الأمن قمعها أو تفريقها، وكانت شوارع وساحات المدن الإيرانية تشهد تصعيداً لا سابق له، تعرض مرقد ديني في مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس إلى اعتداء إرهابي... اعتداء يحمل بُعدين؛ الأول قومي أنه حصل في عاصمة أحد الأقاليم الفارسية أي ضد الأغلبية، أما الثاني فهو عقائدي حيث استهدف المصلين في مزار ديني لأحد أحفاد الإمام علي بن أبي طالب، ما قد يؤدي إلى تأجيج المشاعر القومية والدينية لدى الفرس وهذا ما قد يستفيد منه النظام في محاولته قلب الرأي العام الفارسي ضد الاحتجاجات وإعطاءها بعدين؛ قومياً انفصالياً ودينياً تطرفياً، وحسب رد فعل النظام هما بعدان يهددان وحدة التراب الإيراني وحكم الأغلبية القومية.
لذلك فإن التساؤل حول تداعيات الاعتداء مشروع بعد أن حاول النظام طوال الأسابيع الستة الماضية من عمر الاحتجاجات تقليب الرأي العام الإيراني بداية ضد الأكراد باعتبار أنهم مشروع انفصالي، وتصدير معركته إلى الخارج عبر عمليات عسكرية في شمال العراق لم تحقق أهدافها الداخلية والخارجية، وعندما تصاعد الخطر الأذري وازداد انخراط المدن الأذرية في الاحتجاجات وجه النظام جيشه إلى الحدود مع دولة أذربيجان وهدد باكو بعملية عسكرية في محاولة يائسة لقلب الأذريين ضد أشقائهم في دولة أذربيجان، كما حاول استغلال الورقة البلوشية ببعدها المذهبي وتحريض الأغلبية الدينية الإيرانية ضد البلوش السُنة.
رد فعل المسؤولين الإيرانيين على العملية الإرهابية يكشف استعجالهم على ربطها بالاحتجاجات وتقديمها كذريعة لقمعها بوحشية، فقد قال وزير الداخلية في أول تعليق له «تجدر الإشارة إلى أن الاضطرابات التي تسببت في إزعاج الناس في الأيام الماضية ينقلها العدو الآن بطريقة مختلفة إلى مسارات خطيرة، فقد استغل التيار الإرهابي الاحتجاجات للنفوذ والاستهداف». أما رئيس مجلس شورى البرلمان فقال: «حادثة الضريح الإرهابية نهاية الحجة على الجميع الذين أربكوا الوضع الأمني خلال الأسابيع الماضية ووفروا فرصة للعدو لتنفيذ مؤامرته».
وعليه، فإن النظام الإيراني في وضع صعب وهو يستعد إلى «دعشنة» الاحتجاجات لكي يبرر قمعها، ولكن رهانه مفتوح على مخاطر كبيرة من صمود المحتجين إلى العنف المفرط الذي قد ينقل إيران إلى مرحلة العنف الأهلي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران إرهاب غب الطلب إيران إرهاب غب الطلب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon