توقيت القاهرة المحلي 18:19:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوكرانيا... جمود عسكري ودبلوماسي

  مصر اليوم -

أوكرانيا جمود عسكري ودبلوماسي

بقلم - مصطفى فحص

بين هجومين، الأول بدأته موسكو، وأطلقت عليه تسمية «العملية الخاصة» في 24 شباط (فبراير) 2022، حينها لم يعلن الكرملين حدوداً واضحة لغزوه، ولكنه توغل في العمق الأوكراني حتى تُخوم العاصمة، حيث بدا الهدف واضحاً وهو إسقاط نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن الانتكاسة المبكرة التي صدمت العالم أن الجيش الروسي بعديده وعتاده فشل في دخول العاصمة الأوكرانية كييف، وفي صدمة استراتيجية ثانية وغير متوقعة اضطر إلى الانسحاب من العمق الأوكراني والعودة إلى المناطق التي كان يسيطر عليها داخل أوكرانيا قبل الحرب أي الأقاليم الأربعة في الشرق والجنوب التي أعلن عن ضمها مسبقاً إلى روسيا.

أما الهجوم الثاني، فهو الذي بدأته كييف قبل أربعة أشهر وهو مستمر إلى الآن، والذي عرف بهجوم الربيع، استراتيجياً فهو الهجوم المضاد الأوكراني الأول منذ بداية الحرب، والذي نقل كييف من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، ووضع مجموعة أهداف كبرى تبدأ بطرد القوات الروسية من الأراضي كافة التي سيطرت عليها بعد الحرب، ومن ثم تلك التي ضمتها سابقاً أي العودة إلى حدود أوكرانيا الرسمية سنة 1991.

عملياً، الهجومان لم يحققا أهدافهما، في الأول انتكاسة روسية واضحة نقلت موسكو إلى موقع الدفاع وأربكت القيادتين العسكرية والسياسية، وأدخلتهما في معركة استنزاف طويلة بدأت تظهر تداعياتها على الداخل الروسي خصوصاً جبهة الحرب الداخلية وتماسكها بعد أزمة زعيم «فاغنر»، إضافة إلى عجز المؤسسة العسكرية الروسية عن تحقيق الحد الأدنى من الأهداف العسكرية التي كان من الممكن أن تساعد على التوصل إلى حل سلمي يأخذ في الاعتبار الوقائع الميدانية الأولى للحرب، لكن كييف صمدت ونجحت في استيعاب الصدمة الأولى ثم بدأت بنقل الحرب إلى الداخل الروسي، حيث بدأت مسيراتها بضرب أهداف حتى داخل العاصمة الروسية موسكو.

من جهتها صمدت موسكو بوجه الهجوم الأوكراني المضاد الذي لم يغير حتى الآن من الوقائع الميدانية على طول 160 كلم من جبهة المواجهة المفتوحة بين الطرفين، الأمر الذي سيجبر كييف على خفض سقف توقعات الهجوم خصوصاً على الجبهة الجنوبية، بعد الحديث عن استعادة شبه جزيرة القرم، حيث تكثف القوات الأوكرانية هجومها قرب منطقة بحر آزوف في محاولة لضرب الإمدادات الروسية وعزل القرم.

حتى الآن لم يحقق الهجوم الأوكراني أي هدف، وبعد أربعة أشهر على بداية الحديث عن تقدم بطيء ومحدود جداً على الجبهة الجنوبية لم يتجاوز 16 كيلومتراً، الأمر الذي تسبب في انتقادات حادة لكييف من قِبل حلفائها الغربيين الذين خططوا معها لهذا الهجوم، فانتكاسة الهجوم المضاد المستمر والذي ما زالت تراهن عليه كييف وحلفاؤها إلى الآن أجبرت الرئيس زيلينسكي على تغيير وزير دفاعه ودفع الولايات المتحدة إلى الإعلان عن تزويد كييف بعتاد غير تقليدي، حيث أعلن البنتاغون يوم الأربعاء الماضي أن واشنطن ستسلم كييف مساعدات عسكرية بقيمة 175 مليون دولار تتضمن ذخائر اليورانيوم المنضب من عيار 120 مليمتراً لدبابات «أبرامز» الأميركية، فيما وصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في زيارة غير معلنة إلى كييف ليل الأربعاء استمرت ليومين، أعلن خلالها حزمة مساعدات جديدة بقيمة مليار دولار.

الأخطر في هذا الستاتيكو أن فرصة السلام بين الطرفين شبه معدومة، حيث من الصعب على أحدهما التنازل حتى عن بعض أهدافه، وهذا ما أدى إلى فشل كل المساعي الدبلوماسية الدولية من أجل الحل السلمي، ما يعني أن الخيارات العسكرية قد تكون وحدها القادرة على كسر هذا الجمود، والتي باتت محصورة بأمرين: إما بتقدم واضح في الهجوم الأوكراني المضاد، وإما بخطوة استراتيجية روسية غير متوقعة قد تعيد قلب المعادلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكرانيا جمود عسكري ودبلوماسي أوكرانيا جمود عسكري ودبلوماسي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon