توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... قَدَر رئيسي وقَدَر النظام

  مصر اليوم -

إيران قَدَر رئيسي وقَدَر النظام

بقلم - مصطفى فحص

بعد رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يواجه النظام في طهران ضائقتين: الأولى في الوقت، والأخرى في قائمة الأسماء المرشحة لخلافته. ولأن خلافته ليست محصورة بمنصب رئيس الجمهورية فقط، فإن معضلة النظام الكبيرة في كيفية إدراك الاسم الأنسب لمرحلة انتقالية لا يملك فيها رفاهية الوقت لإضاعته، ولا وفرة في المؤهَّلين حتى يتمهل في اختياره، فالرئيس الراحل، جيء به رئيساً لأداء مهمتين مختلفتين ولكنهما مترابطتان؛ الأولى تنفيذية ولكنها في الوقت نفسه كانت اختبارية تكشف عن قدراته القيادية التي قد تؤهله لمنصب المرشد، أما الأخرى فكانت ائتمانية، أي منحه ثقة القيادة في إدارة عملية انتقال السلطة إلى المرشد الجديد.

في الطريق إلى الرئيس الجديد باتت أولوية النظام هي المرشد الجديد، وهي العقدة المطلوب حلّها قبل اختيار الرئيس العتيد، الذي ستحدد هويته حدود دوره، فإذا كان رجل دين فإنه سيحظى بما حظي به سلفه الراحل، وإذا كان من خلفية مدنية أو عسكرية فهذا يعني أن موقع الرئاسة لم يعد ممراً إلزامياً للوصول إلى منصب المرشد، ما معناه أن النظام سيعمل على تأهيل شخصية دينية بأقصى سرعة لتكون مؤهلة للمرشدية، وإما أن يتركها لقيادة جماعية يشكِّل رئيس الجمهورية عمودها الفقري، وهنا سيكون لصاحب هذا المنصب ومن يقف خلفه من مراكز القوة القدرة على حسم الخيارات في النزاع على السلطة، وفي هذا استعادة لتجربة الثنائي رفسنجاني - خامنئي بعد رحيل المرشد المؤسِّس، والتي مثَّل فيها الأول نموذج الرئيس القوي الذي أدار السلطة حتى اكتمال تأهيل المرشد.

في الطريق إلى المرشد الجديد، بات النظام بحاجة إلى رئيس جديد، وتعاني مؤسساته عقماً أثّر بشكل واضح على إعادة إنتاج نفسه، وحين أدرك متأخراً ما أصابه اختار التشدد علاجاً قسرياً تجنباً لإصلاح لا يمكن ضبطه، لذلك اختار النظام أن يعود إلى طبيعته الأولى أو الطبيعة الواحدة ويغلق الباب على تعدديته، لذلك لجأ إلى إعادة إنتاج نفسه وفقاً لبداياته الأولى الثورية ولكن في غير المكان والزمان، فلا طهران 1979 مثلاً تشبه طهران الحالية حتى لو فُرض ما يشبه الإقامة الجبرية على أغلبيتها وعلى هويتها وهواها، ولا الزمان زمن المرشد المؤسس الذي حظي بتأييد عارم وإجماع وكانت الثورة بنظامها ودولتها بحالة زخم وصعود، فيما النظام الآن صادرَ الدولة واختزل الثورة وقسَّم الإيرانيين ما بين أغلبية معارضة وأقلية حاكمة.

من المرشد إلى الرئيس ومن الرئيس إلى المرشد، تُتداوَل الأسماء والتكهنات عن وجوه تتشارك عقائدياً ولكنها تشتبك في صراعاتها على السلطة؛ فيدخل الشخصي في العام، والعام في المصاهرة، والمصاهرة في القربى، والقربى في الوراثة أو التوريث، الذي لم يعد الكلام عنه محظوراً، ولكن التطرق إليه يعيد خلط الأوراق، فبالنسبة إلى أغلب الإيرانيين هناك من هو أحق بالمنصب الأول، فمن يطرح اسم نجل المرشد الحالي قد يواجَه باسم حفيد المرشد المؤسس الذي يحظى بمشروعية شعبية ولم يزل يمثل وجدان الثورة والدولة، أما في المنصب الثاني فإن ذاكرة الإيرانيين كافية للتمييز بين رؤساء جمهورية سعوا إلى تأمين الحد الأدنى لهم رغم كل الصعوبات وبين آخرين لم يمثلوا إلا مصالح النظام.

في الطريق إلى المنصبين يحيط النظام نفسه بسواتر حديدية تفصله عن أغلبية لم تعد معنية بقضاياه بعدما أنهى شراكتها ومشاركتها، وحصر دوره في الحفاظ على سلطته وجعله واجب الواجبات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران قَدَر رئيسي وقَدَر النظام إيران قَدَر رئيسي وقَدَر النظام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon