توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خصوصيات تقسيمية

  مصر اليوم -

خصوصيات تقسيمية

بقلم - سناء الجاك

يؤشر تتبع استراتيجيات مرحلة ما بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية إلى أفكار لماعة لماحة، منها المغالاة في السلوكيات الشعبوية والمصلحية وإطلاق شعارات من كعب الدست دفاعاً عن حقوق الطائفة، لمواكبة ما سوف تتمخض عنه الصفقات التي بدأت تتصاعد روائح طبختها.

ولا عجب في ما يجري، فقادة الأحزاب في لبنان يعرفون أن استمراريتهم ليست مرهونة بإنجازاتهم، ولا بثقة المواطنين بها، ولكن بتموضعهم في خانة الطائفية الضيقة وإيهام اللبنانيين ان الخروج من هذه الخانة يقضي على حقوقهم. فالطائفة هي الحامي. وبحجتها تُفرض الخيارات على اللبنانيين. وكل تعطيل مبارك بحجة الميثاقية.

وحتى تبقى هذه الميثاقية قميص عثمان من يستثمرها، يجب أن توضع الغرائزية على نار حامية، تارة مع التلويح باقتراحات لتقسيم بلدية بيروت بحجة استعادة الحقوق التي يتم القضاء عليها من الآخرين، الذين كانوا قبل سنوات «داعشيين»، واليوم ولا تعريف واضح لهويتهم وانتماءاتهم، لكنهم يسرقون أموال المسيحيين الذين يسددون ضرائبهم، في حين أن هؤلاء الآخرين لا يفعلون ذلك.

وطوراً في الجدل المثار حول نشيد «سلام يا مهدي» (أو سلام فرمانده بالنسخة الايرانية)، واعتباره خصوصية شيعية، كما باقي خصوصيات الطوائف اللبنانية ولا علاقة له بالسياسة، وإن كان يؤدي باسم المذهب إلى انعزال وتقوقع وسط الموزاييك اللبناني.

المهم مرة جديدة تكريس الطائفية، وبعد ذلك يتخذ القرار بشأن مسارها، وما إذا كان يتطلب حفلة مصارعة حرة وفق قواعد تعود الى بداية الخليقة بحجة البقاء والدفاع عن النفس من كل خطر قد يدهم مسيحيي لبنان أو شيعتهم أو سنتهم في عراء الحروب المذهبية التي تضع أسسها أحزاب السلطة مع استحقاق رئاسة الجمهورية والتكالب على تأمين المصالح خلال الفترة الحرجة التي تعيشها المنطقة.

فمن جانب، يبدو اجتماع النائبين جبران باسيل وفريد الخازن تحضيرياً، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الصهر يريد الاستئثار بجلد الدب قبل اصطياده، لذا وفي ظل إمكانية استبعاده من المعادلة الرئاسية، بدأ يفاوض على حصته مع الرئيس المقبل المحتمل.

ولكن من يضمن التزام الرئيس المحتمل بما سوف يتعهد به؟ ماذا لو كان يمارس الأدبيات السياسية ذاتها التي مارسها الصهر بعد «تفاهم معراب»، فانقلب على الورقة التي وقعها وعلى الوعود التي مهد بها لهذا التفاهم الذي سمح بوصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا؟؟

لذا، كان لا بد أن تتفتق العبقرية عن سيناريو آخر احتياطي طازج تم تسريبه، يرتكز على «ظهور مفاجئ لخطوات غير منتظرة في هذا التوقيت، (...) ذات دلالة تمهد لخطوات مفاجئة أخرى. من بينها ما يتردد في مجالس مغلقة عن جهود يبذلها باسيل لإخراجه من عقوبات منظمة «أوفاك»، يقال إن بلورتها تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، ما يدعو إلى التريث في انتخاب رئيس جديد».

وفي الانتظار، ربما يترافق الخروج من القصر، مع فصول جديدة من المعارك السياسية ليمر الوقت على أمل أن تسفر الضغوط التي برع بها التيار العوني بالارتكاز إلى التركيز على المؤامرة الكونية ضده، عن فرض وقائع سياسية جديدة، قوامها الخصوصيات التقسيمية المباركة، المستندة دائما وأبدا إلى تعزيز تحالفه مع «حزب الله»، الذي يقف متفرجا على تصعيده ليحصد النتائج وفق أجندة مشغله الإيراني الذي يعتبر أن «أهمية لبنان في اعتباره دولة في الصف الأمامي للمقاومة أمام الكيان الصهيوني».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصيات تقسيمية خصوصيات تقسيمية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon