توقيت القاهرة المحلي 18:44:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خصوصيات تقسيمية

  مصر اليوم -

خصوصيات تقسيمية

بقلم - سناء الجاك

يؤشر تتبع استراتيجيات مرحلة ما بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية إلى أفكار لماعة لماحة، منها المغالاة في السلوكيات الشعبوية والمصلحية وإطلاق شعارات من كعب الدست دفاعاً عن حقوق الطائفة، لمواكبة ما سوف تتمخض عنه الصفقات التي بدأت تتصاعد روائح طبختها.

ولا عجب في ما يجري، فقادة الأحزاب في لبنان يعرفون أن استمراريتهم ليست مرهونة بإنجازاتهم، ولا بثقة المواطنين بها، ولكن بتموضعهم في خانة الطائفية الضيقة وإيهام اللبنانيين ان الخروج من هذه الخانة يقضي على حقوقهم. فالطائفة هي الحامي. وبحجتها تُفرض الخيارات على اللبنانيين. وكل تعطيل مبارك بحجة الميثاقية.

وحتى تبقى هذه الميثاقية قميص عثمان من يستثمرها، يجب أن توضع الغرائزية على نار حامية، تارة مع التلويح باقتراحات لتقسيم بلدية بيروت بحجة استعادة الحقوق التي يتم القضاء عليها من الآخرين، الذين كانوا قبل سنوات «داعشيين»، واليوم ولا تعريف واضح لهويتهم وانتماءاتهم، لكنهم يسرقون أموال المسيحيين الذين يسددون ضرائبهم، في حين أن هؤلاء الآخرين لا يفعلون ذلك.

وطوراً في الجدل المثار حول نشيد «سلام يا مهدي» (أو سلام فرمانده بالنسخة الايرانية)، واعتباره خصوصية شيعية، كما باقي خصوصيات الطوائف اللبنانية ولا علاقة له بالسياسة، وإن كان يؤدي باسم المذهب إلى انعزال وتقوقع وسط الموزاييك اللبناني.

المهم مرة جديدة تكريس الطائفية، وبعد ذلك يتخذ القرار بشأن مسارها، وما إذا كان يتطلب حفلة مصارعة حرة وفق قواعد تعود الى بداية الخليقة بحجة البقاء والدفاع عن النفس من كل خطر قد يدهم مسيحيي لبنان أو شيعتهم أو سنتهم في عراء الحروب المذهبية التي تضع أسسها أحزاب السلطة مع استحقاق رئاسة الجمهورية والتكالب على تأمين المصالح خلال الفترة الحرجة التي تعيشها المنطقة.

فمن جانب، يبدو اجتماع النائبين جبران باسيل وفريد الخازن تحضيرياً، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الصهر يريد الاستئثار بجلد الدب قبل اصطياده، لذا وفي ظل إمكانية استبعاده من المعادلة الرئاسية، بدأ يفاوض على حصته مع الرئيس المقبل المحتمل.

ولكن من يضمن التزام الرئيس المحتمل بما سوف يتعهد به؟ ماذا لو كان يمارس الأدبيات السياسية ذاتها التي مارسها الصهر بعد «تفاهم معراب»، فانقلب على الورقة التي وقعها وعلى الوعود التي مهد بها لهذا التفاهم الذي سمح بوصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا؟؟

لذا، كان لا بد أن تتفتق العبقرية عن سيناريو آخر احتياطي طازج تم تسريبه، يرتكز على «ظهور مفاجئ لخطوات غير منتظرة في هذا التوقيت، (...) ذات دلالة تمهد لخطوات مفاجئة أخرى. من بينها ما يتردد في مجالس مغلقة عن جهود يبذلها باسيل لإخراجه من عقوبات منظمة «أوفاك»، يقال إن بلورتها تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، ما يدعو إلى التريث في انتخاب رئيس جديد».

وفي الانتظار، ربما يترافق الخروج من القصر، مع فصول جديدة من المعارك السياسية ليمر الوقت على أمل أن تسفر الضغوط التي برع بها التيار العوني بالارتكاز إلى التركيز على المؤامرة الكونية ضده، عن فرض وقائع سياسية جديدة، قوامها الخصوصيات التقسيمية المباركة، المستندة دائما وأبدا إلى تعزيز تحالفه مع «حزب الله»، الذي يقف متفرجا على تصعيده ليحصد النتائج وفق أجندة مشغله الإيراني الذي يعتبر أن «أهمية لبنان في اعتباره دولة في الصف الأمامي للمقاومة أمام الكيان الصهيوني».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصيات تقسيمية خصوصيات تقسيمية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة
  مصر اليوم - مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon