توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خصوصيات تقسيمية

  مصر اليوم -

خصوصيات تقسيمية

بقلم - سناء الجاك

يؤشر تتبع استراتيجيات مرحلة ما بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية إلى أفكار لماعة لماحة، منها المغالاة في السلوكيات الشعبوية والمصلحية وإطلاق شعارات من كعب الدست دفاعاً عن حقوق الطائفة، لمواكبة ما سوف تتمخض عنه الصفقات التي بدأت تتصاعد روائح طبختها.

ولا عجب في ما يجري، فقادة الأحزاب في لبنان يعرفون أن استمراريتهم ليست مرهونة بإنجازاتهم، ولا بثقة المواطنين بها، ولكن بتموضعهم في خانة الطائفية الضيقة وإيهام اللبنانيين ان الخروج من هذه الخانة يقضي على حقوقهم. فالطائفة هي الحامي. وبحجتها تُفرض الخيارات على اللبنانيين. وكل تعطيل مبارك بحجة الميثاقية.

وحتى تبقى هذه الميثاقية قميص عثمان من يستثمرها، يجب أن توضع الغرائزية على نار حامية، تارة مع التلويح باقتراحات لتقسيم بلدية بيروت بحجة استعادة الحقوق التي يتم القضاء عليها من الآخرين، الذين كانوا قبل سنوات «داعشيين»، واليوم ولا تعريف واضح لهويتهم وانتماءاتهم، لكنهم يسرقون أموال المسيحيين الذين يسددون ضرائبهم، في حين أن هؤلاء الآخرين لا يفعلون ذلك.

وطوراً في الجدل المثار حول نشيد «سلام يا مهدي» (أو سلام فرمانده بالنسخة الايرانية)، واعتباره خصوصية شيعية، كما باقي خصوصيات الطوائف اللبنانية ولا علاقة له بالسياسة، وإن كان يؤدي باسم المذهب إلى انعزال وتقوقع وسط الموزاييك اللبناني.

المهم مرة جديدة تكريس الطائفية، وبعد ذلك يتخذ القرار بشأن مسارها، وما إذا كان يتطلب حفلة مصارعة حرة وفق قواعد تعود الى بداية الخليقة بحجة البقاء والدفاع عن النفس من كل خطر قد يدهم مسيحيي لبنان أو شيعتهم أو سنتهم في عراء الحروب المذهبية التي تضع أسسها أحزاب السلطة مع استحقاق رئاسة الجمهورية والتكالب على تأمين المصالح خلال الفترة الحرجة التي تعيشها المنطقة.

فمن جانب، يبدو اجتماع النائبين جبران باسيل وفريد الخازن تحضيرياً، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الصهر يريد الاستئثار بجلد الدب قبل اصطياده، لذا وفي ظل إمكانية استبعاده من المعادلة الرئاسية، بدأ يفاوض على حصته مع الرئيس المقبل المحتمل.

ولكن من يضمن التزام الرئيس المحتمل بما سوف يتعهد به؟ ماذا لو كان يمارس الأدبيات السياسية ذاتها التي مارسها الصهر بعد «تفاهم معراب»، فانقلب على الورقة التي وقعها وعلى الوعود التي مهد بها لهذا التفاهم الذي سمح بوصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا؟؟

لذا، كان لا بد أن تتفتق العبقرية عن سيناريو آخر احتياطي طازج تم تسريبه، يرتكز على «ظهور مفاجئ لخطوات غير منتظرة في هذا التوقيت، (...) ذات دلالة تمهد لخطوات مفاجئة أخرى. من بينها ما يتردد في مجالس مغلقة عن جهود يبذلها باسيل لإخراجه من عقوبات منظمة «أوفاك»، يقال إن بلورتها تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، ما يدعو إلى التريث في انتخاب رئيس جديد».

وفي الانتظار، ربما يترافق الخروج من القصر، مع فصول جديدة من المعارك السياسية ليمر الوقت على أمل أن تسفر الضغوط التي برع بها التيار العوني بالارتكاز إلى التركيز على المؤامرة الكونية ضده، عن فرض وقائع سياسية جديدة، قوامها الخصوصيات التقسيمية المباركة، المستندة دائما وأبدا إلى تعزيز تحالفه مع «حزب الله»، الذي يقف متفرجا على تصعيده ليحصد النتائج وفق أجندة مشغله الإيراني الذي يعتبر أن «أهمية لبنان في اعتباره دولة في الصف الأمامي للمقاومة أمام الكيان الصهيوني».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصيات تقسيمية خصوصيات تقسيمية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon