توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ستة أشهر من الحرب.. ماذا عن غزة ولبنان؟

  مصر اليوم -

ستة أشهر من الحرب ماذا عن غزة ولبنان

بقلم - الدكتور ناصيف حتي

أشهر ستة مرت على الحرب فى غزة. ويبدو أن التعثر فى الوصول إلى "هدنة إنسانية" تحت عنوان وقف مؤقت لإطلاق النار، كان يجب أن ينجز خلال شهر رمضان، ما زال متعثرًا فى حرب الشروط والشروط المضادة والسقوف المرتفعة لتلك الشروط. هدنة إذا تم التوصل إليها بعد ستكون هشة وقصيرة فى عمرها. إسرائيل تستمر فى تكرار أهدافها فى القضاء كليًا على حماس وفى إخضاع القطاع عسكريًا وأمنيًا لإشرافها مع "تكليف" قوة دولية عربية لإدارة القطاع على أن يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية. وهذا أمر بالطبع غير قابل للتحقيق كليًا فلا يوجد طرف لجملة من الأسباب يرضى بأن يكون بمثابة شرطى يخدم استراتيجية إحكام السيطرة الإسرائيلية على غزة فيما لو حققت أهدافها. لقد صارت الأهداف الإسرائيلية المعلنة مجرد عنوان لحرب تبدو أنها ستكون مفتوحة فى الزمان. لكن ما ظهر من بداية تغيير ولو تدرجى بالاستراتيجية القتالية الإسرائيلية دون التراجع على الأقل على مستوى الخطاب عن الأهداف المعلنة للحرب، إعلان إسرائيل العمل على إقامة منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه لمنع أهل القطاع من العودة إلى المنطقة الشمالية باعتبار أنها تشكل مصدر الخطر الرئيسى بموقعها الجغرافى بالنسبة إسرائيل. ملاحظة أخرى لابد منها فى هذا السياق، دون إسقاط هدف إخضاع و"تنظيف" رفح، تتمثل ببداية تغير تعتبره إسرائيل "مؤقتًا" فى اللجوء إلى ما يعرف "بالضربات الجراحية" ضد أهداف استراتيجية فى رفح وغيرها فى القطاع لضرب حماس والقضاء عليها. يأتى ذلك فى ظل تصاعد الانتقادات والتحذيرات من أطراف صديقة ومؤيدة للعملية الإسرائيلية فى غزة، لكنها متحفظة بشكل متكرر ومتصاعد على حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل، فى ظل تصاعد صوت الرأى العام الدولى والكثيرين ممن هم فى مواقع السلطة فى دول مؤيدة لإسرائيل ضد السياسة الإسرائيلية. لكن هذه المعارضة "الرسمية" ما زالت خافتة وخجولة خاصة من طرف واشنطن القادرة أن تفرض على إسرائيل تغيير استراتيجية القتل العشوائى التى تتبعها منذ اليوم الأول ضد السكان ثم وقف العدوان. استمرار هذا الوضع يندرج فى ولوج سيناريو الحرب الممتدة والمفتوحة فى الزمان، والتى قد تشهد تخفيضا وتصعيدا فى القتال طالما أن إسرائيل لم يفرض عليها التراجع عن الأهداف المعلنة منذ اليوم الأول للحرب، والقبول بالوقف الكلى لإطلاق النار وإنهاء العدوان. الأهداف الإسرائيلية هى ذاتها، ولو أن هنالك بداية تغيير فى المقاربة العسكرية لتحقيق تلك الأهداف غير القابلة للتحقيق أساسا لأسباب موضوعية وواقعية لا تخفى على أحد.
وعلى صعيد آخر، تبدو استراتيجية إيران وحلفائها التى تندرج تحت عنوان "وحدة الساحات" إحدى العوامل الرئيسية فى مسار الحرب الدائرة. وتنشط إسرائيل فى تصعيد حربها فى الجغرافيا والقوة النارية والنوعية ضد الساحة الخلفية الأساسية فى وحدة الساحات التى هى الساحة السورية من حيث إنها تحتضن القدرات العسكرية الاحتياطية والداعمة عمليًا لتلك الحرب، وأيضًا القدرات البشرية النوعية بشكل خاص. وتمتد الأهداف الإسرائيلية من الجنوب السورى مرورا بدمشق وحتى حلب كما شاهدنا أخيرًا.
وتبقى "الساحة" اللبنانية الأكثر ارتباطًا وبشكل مباشر وعضوى ومعلن، أيًا كانت عناوين ذلك الارتباط، على الصعيد القتالى والأكثر فعالية فى استراتيجية وحدة الساحات.
ويبدو أن التركيز الإسرائيلى آخذ فى التطور والازدياد فيما يتعلق بالجبهة الشمالية. وإذا كانت استراتيجية "وحدة الساحات" تعتبر أن وقف القتال فى الجنوب اللبنانى يرتبط مباشرة بوقف العدوان على غزة، فإن إسرائيل "تفصل" بين الجبهتين فى هذا الخصوص. وتصر إسرائيل على أن حربها القائمة والمتصاعدة هذه، غير مرتبطة بمسار حرب غزة وتوقفها.
وجدير بالذكر أن الحرب ليست بالضرورة اجتياح فى الجغرافيا، دون النفى القطعى لهذا الاحتمال، بل تصعيد وتوسع فى الأهداف، وفى القوة النارية وفى طبيعة وكثافة حجم العمليات دون أى قيود فى جغرافية العمليات كما نشهد كل يوم فى لبنان. وتكرر إسرائيل أن هدفها الأساسى هو عدم العودة إلى الوضع الذى كان سائدا حتى السابع من أكتوبر على الجبهة اللبنانية. الأمر الذى يعنى إسقاط القواعد التى كانت ناظمة للوضع القائم منذ اليوم التالى لحرب ٢٠٠٦. وأيًا كانت الأهداف الصعبة التحقيق التى ترفعها إسرائيل، وهذا جزء من استراتيجية التفاوض، فإن استمرار هذه الحرب على الجبهة اللبنانية واحتمال انزلاقها إلى "نموذج ٢٠٠٦" يبقى أمرًا قائمًا رغم الضغوطات الدولية على إسرائيل من طرف أصدقائها الفاعلين والمؤثرين لتلافى ذلك.
فهل تعود الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة، والتى لا تريد هذه الحرب ولأسباب مختلفة عند كل منها، إلى التفاهم، رغم صعوبة ذلك فى ظل تشابك التطورات والمواجهات المختلفة بين بعض هذه الأطراف، إلى وضع التنفيذ التدريجى والفعلى للقرار ١٧٠١ على الطاولة. ويكون ذلك بشكل متقدم وفاعل عن ما كان قائما منذ ٢٠٠٦ غداة صدور القرار الدولى المشار إليه. الأمر الذى قد يسمح بالتوصل إلى صيغة قد تكون شبيهة، رغم اختلاف الظروف على الأرض، وازدياد التعقيدات مع الحرب فى غزة، "بتفاهم نيسان ١٩٩٦" غداة العدوان الإسرائيلى ومجزرة قانا، وذلك فى سياق العمل على التنفيذ الكلى للقرار المشار إليه، أم أن لبنان سيبقى فى عين العاصفة وعلى طريق المجهول والذى لا يجوز تجاهله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستة أشهر من الحرب ماذا عن غزة ولبنان ستة أشهر من الحرب ماذا عن غزة ولبنان



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon