توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نحن أمام حرب استنزاف طويلة؟

  مصر اليوم -

هل نحن أمام حرب استنزاف طويلة

بقلم - الدكتور ناصيف حتي

فى خضم الحديث عن مفاوضات تتقدم وتتعثر بشأن التوصل إلى هدنة مطولة فى غزة كخطوة أولية، كما تحاول بعض الأطراف الدولية الإيحاء، وذلك فى الطريق إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار، يزداد التصعيد العسكرى الإسرائيلى سواء على الأرض أو فى الأهداف: نتنياهو يكرر أن العملية فى رفح ستحصل، حتى لو تأخرت بعض الوقت. ويلخص «معادلة رفح» بما يلى: عدم التحرك فى رفح يعنى خسارة الحرب. كما أن التصعيد فى الضفة الغربية استقر كمسار آخر فى الحرب الإسرائيلية من خلال ازدياد أعمال القمع والعنف ضد الفلسطينيين خاصة فى منطقة جنين فى ظل العديد من المؤشرات التى تدل على قيام انتفاضة جديدة (الثالثة) فى الضفة الغربية والتى فى ظل الحرب الدائرة قد تأخذ مجرى أكثر حدة من الانتفاضتين السابقتين فى تاريخ الضفة الغربية. فى الإطار نفسه حولت إسرائيل القدس الشرقية إلى «ثكنة عسكرية» تحضيرا لما قد يحصل من تطورات فى شهر رمضان من حصار ومحاصرة للمسجد الأقصى بواسطة المتشددين الدينيين أو بسبب سياسات الخنق والتضييق التى تقوم بها إسرائيل. الأمر الذى يشكل فتيل انفجار كبير. وسيكون من الصعب احتواء نيران ذلك الانفجار إذا ما حصل.
التصعيد الثالث فى الحرب الإسرائيلية يحصل على الجبهة اللبنانية من خلال التصعيد النوعى فى الأهداف عبر ما يعرف بالضربات الجراحية أو الاجتثاثية تطال أهدافا استراتيجية عند العدو. وتتخطى تلك الأعمال الحربية ما يعرف بالمواجهة العسكرية التقليدية الأمر الذى يوسع بشكل كبير جغرافيا الحرب الدائرة، كما يزيد من مخاطر التصعيد.
عنوان الحرب الإسرائيلية القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية حتى فى المستقبل البعيد وحتى كعنوان للتهدئة «وتخفيض الصراع». الهدف هو الفصل كليا ونهائيا بين غزة والضفة الغربية والتعامل معهما على هذا الأساس، وفرض ذلك على الآخرين باعتبارهما كيانين منفصلين يحتلان موقعين مختلفين فى الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية للصراع الدائر: الضفة الغربية والقدس الشرقية هما جزء من إسرائيل الكبرى التى تجرى عملية تعزيز إقامتها من خلال تهويد الجغرافيا والديمغرافيا كما نذكر دائما. أما «كيان» غزة فهو مشكلة أمنية استراتيجية من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل، وهنالك خط أحمر عند الحكومة الإسرائيلية يرفض الاعتراف بأى ترابط بين الضفة الغربية وغزة. الأخيرة يجب أن تخضع للسيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وتنتظم الحياة فيها مستقبلا تحت أى إدارة فلسطينية يمكن إقامتها بالطبع بموافقة إسرائيلية؛ نوع من الحكم الذاتى يبقى القطاع تحت تلك السيطرة الإسرائيلية.
يدفع ذلك لطرح بعض الأسئلة والتساؤلات فيما يتعلق بالاستراتيجية الإسرائيلية فى الحرب القائمة على الجبهات المشار إليها: إسرائيل التى صارت أسيرة الأهداف المرتفعة السقف جدا على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية: هل ستتبع إسرائيل استراتيجية استنزاف طويلة الأمد رغم كلفتها ومخاطرها عليها أيضا سواء على الجبهة اللبنانية أو الفلسطينية. استراتيجية استنزاف، ستكون مكلفة بالطبع أيضا لإسرائيل، وتشهد تصعيدا وتخفيضا فى القتال بغية تحقيق أهدافها الصعبة التحقيق وغير الممكنة، طالما لا توجد ضغوطات دولية فاعلة لوقف كلى للحرب كبديل أكثر من ضرورى لسياسات الهدن القصيرة والطويلة. السياسات التى تهدف لتنفيس الاحتقان بعض الشىء أو التقاط الأنفاس فى حرب ممتدة فى الزمان وربما فى المكان. حرب استنزاف يدل الكثير من المؤشرات أنها قد تستقر كجزء من المشهد السياسى فى المنطقة لفترة لا يدرى أحد حاليا متى أو كيف ستنتهى على الجبهات القائمة، وما هى مخاطر تداعياتها على الأقلية وحجم هذه التداعيات، وبأى تكلفة بالنسبة للجميع.
متى تحين لحظة التعب؟ سؤال يبقى مطروحا فى مشهد شديد التعقيد ومفتوح على كل الاحتمالات أو السيناريوهات: ترابط فى القتال على الجبهات من جهة واختلاف أو فك ارتباط بين التسويات أو التفاهمات التى ستوقف القتال على تلك الجبهات، ولكن لا تنهى النزاع من جهة أخرى. أى ترتيبات فى غزة وفى جنوب لبنان غدا؟ متى يأتى ذلك الغد؟ ترتيبات تبقى انتقالية ومفتوحة فى الزمان على جميع الاحتمالات طالما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية سلمية شاملة أمامها الكثير من العوائق والتحديات: ليس ذلك بالأمر السهل ولكنه ليس بالأمر المستحيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن أمام حرب استنزاف طويلة هل نحن أمام حرب استنزاف طويلة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon