توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤتمر روما.. وتحديات الهجرة غير الشرعية

  مصر اليوم -

مؤتمر روما وتحديات الهجرة غير الشرعية

بقلم - ناصيف حتي

جاء انعقاد المؤتمر الدولى للتنمية والهجرة، الذى دعت إليه الحكومة الإيطالية، يوم الأحد الماضى، للبحث عن «حلول مشتركة فى المتوسط وأفريقيا» وذلك من خلال إطلاق «عملية روما»، كما جاء فى البيان الصادر عن أصحاب الدعوة لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط. المؤتمر الذى شاركت فيه المنظمات والوكالات الدولية والأوروبية المعنية إلى جانب دول البحر الأبيض المتوسط وعدد قليل من دول عربية وأفريقية غير متوسطية ولكن تعتبر أنها معنية بشكل أساسى بهذا الأمر، كشف عن وجود خلافات بين الدول الأوروبية المتوسطية. الدول التى تعتبر أن هذا الملف يحتل مكانة كبرى على لائحة أولوياتها السياسية والأمنية بشكل خاص. فلقد كان الغياب الفرنسى والإسبانى ساطعا فى هذا المؤتمر بسبب تراكم الخلافات بين هذه الدول المتوسطية الأوروبية وخاصة بين كل من فرنسا وإيطاليا، حول توزيع أعباء الهجرة غير الشرعية.
يحظى هذا الملف بأولوية فى السياسة الإيطالية. يعود ذلك إلى كون إيطاليا تعتبر بمثابة البوابة الرئيسية للهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.
جملة من الأسباب جعلت من ملف الهجرة غير الشرعية يحظى بهذه الأولوية الضاغطة، ولو بدرجات مختلفة عند الدول الأوروبية والمتوسطية: دول الاستقبال ودول الممر. الدول الأخيرة التى قد تتحول مع الوقت إلى دول مقر أيضا. من هذه الأسباب: الأوضاع الاقتصادية الضاغطة فى أوروبا مع انعكاساتها المتعددة من سياسية واقتصادية واجتماعية بعد أزمة جائحة الكورونا وكذلك الحرب فى أوكرانيا مع ازدياد أعباء النزوح القائم والمتوقع، إذا ما استمرت الحرب، من أوكرانيا. تداعيات تحمل كلها أيضا انعكاسات أمنية ومجتمعية. انعكاسات تعزز صعود اليمين المتطرف فى أوروبا.. اليمين الذى يقتات سياسيا على تحميل «الآخر» المختلف فى العرق أو فى الدين أو فى اللون كل المشاكل التى تعانى منها المجتمعات الغربية. من هذه الأسباب أيضا الدافعة إلى النزوح فى الدول مصدر الهجرة، انتشار ما يعرف بالأزمات الطاردة للناس من حروب بأشكال ودرجات مختلفة وانعدام الاستقرار ومعه فقدان الحياة الطبيعية بسبب أزمات اقتصادية حادة لها انعكاسات كبيرة على مختلف أوجه الحياة. أضف إلى ذلك أزمات المناخ من احتباس حرارى وتصحر وشح فى المياه، وكلها عناصر طاردة للناس من مجتمعاتها الأم.
ويرى أكثر من مراقب أو من معنى بهذا الملف أن إيطاليا، وليست وحدها بين الدول الأوروبية، تتبع سياسة تهدف إلى إقامة جدار عازل على الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، لمنع عبور اللاجئين القادمين بأكثريتهم من دول جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا أو من النقاط الساخنة ولو بدرجات مختلفة فى الشرق الأوسط. سياسة تهدف إلى تقديم مساعدات مادية وحوافز مالية لدول شرق وجنوب المتوسط للإسهام فى تخفيف أعباء اللجوء مقابل المساعدة على منع ما صار يعرف «بقوارب الموت» من الانطلاق من شواطئ هذه الدول نحو بر الأمان الأوروبى. قد يوفر ذلك نوعا من الحلول المرحلية، نوعا من المسكنات أو المهدئات المرحلية، ولكنها تبقى مفتوحة فى الزمان طالما أن المسببات الرئيسية للهجرة لم يتم العمل الجدى على معالجتها. وهذه ليست مسئولية طرف واحد بل هى مسئولية جماعية وبحاجة لمقاربة شاملة فى أبعادها ومتعددة الأطراف الدولية والإقليمية والوطنية. وقد طرحت «عملية روما» التى أطلقت من المؤتمر عدة عناوين للمساعدة على معالجة ما يمكن تسميته بالمسببات الأساسية للهجرة، بالطبع إلى جانب ما أشرنا إليه من مسببات نزاعية من حروب وغيرها. وهذه تضم فى إطار سياسة التنمية الشاملة مجالات الزراعة والطاقة والبنى التحتية والتعليم والتدريب المهنى والصحة. إعلان مهم دون شك ولكنه يستدعى توفر الرؤية الشاملة للتنفيذ وتوفر الإرادة الحازمة وتوفير الإمكانات. وهذا هو التحدى الأساسى غداة مؤتمر روما.
نقطة أخيرة تتعلق بخصوصية النزوح أو اللجوء السورى فى لبنان وتداعياته المختلفة، والخلاف فى التسمية يعكس خلافا سياسيا وقانونيا فى تعريف المشكلة /المأساة وكيفية التعامل معها بنجاح وفعالية. ولا يكفى فقط أن يعلن لبنان موقفا موحدا بشأن عودة النازحين، وهو أمر أكثر من ضرورى. بل صار المطلوب بلورة استراتيجية عمل وتحرك يفترض ترجمتها فى دبلوماسية رسمية وعامة، ومنها الدبلوماسية البرلمانية، ناشطة وفاعلة بغية إطلاق عملية العودة الآمنة والكريمة والتدريجية للنازحين إلى سوريا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر روما وتحديات الهجرة غير الشرعية مؤتمر روما وتحديات الهجرة غير الشرعية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon