توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أي آفاق للاتفاق النووي؟

  مصر اليوم -

أي آفاق للاتفاق النووي

بقلم - الدكتور ناصيف حتي

الجمود المتوتر» هو أفضل ما يمكن أن توصف به حالة التعثر التي أدت إليها محاولة إعادة إحياء الاتفاق النووي (المعروف باتفاق 5 زائد 1، اتفاق يوليو (تموز) 2015). لم تنجح محاولات إعادة بناء الجسور، بعد انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق في عهد الرئيس ترمب (مايو (أيار) 2018) الذي اتهم إيران بعدم احترام تعهداتها حسب الاتفاق.
الوساطة الأوروبية من طرف الاتحاد الأوروبي وكذلك الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) الأعضاء في الاتفاق، إلى جانب الدور الناشط للوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الصدد، وصلت إلى حائط مسدود. مرد ذلك تبادل الاتهامات بين الأطراف الغربية من جهة وإيران من جهة أخرى، بشأن عدم احترام الشروط المسبقة: الأطراف الغربية تتهم إيران بعدم احترام سقف تخصيب اليورانيوم المسموح به في الاتفاق.
كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكرر مطالبتها إيران بتفسيرات لوجود آثار ليورانيوم في مواقع لم يعلن عنها، بينما إيران تصر على رفض ما اعتبرته شروطاً جديدة أضافتها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الاتفاق، من خلال الإصرار على إبقاء «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. ولم تُجدِ محاولة إيجاد تسوية لهذه النقطة الأخيرة، من خلال رفع «الحرس الثوري» عن لائحة الإرهاب، مقابل الإبقاء على «فيلق القدس» على تلك اللائحة.
ويتفق مجمل المتابعين المعنيين بهذا الملف على أن إيران تخطت بشكل كبير السقف المسموح به بشان تخصيب اليورانيوم، وأنها تقترب -ولو كانت هنالك اختلافات في تقدير الفترة الزمنية بين أسابيع وأشهر، أو سنوات جد قليلة- من بلوغ ما تعرف بـ«العتبة النووية»، أي امتلاك القدرة على إنتاج الرؤوس النووية من دون القيام بذلك بالضرورة. أدى ذلك إلى التصعيد بشكل خاص من طرف إسرائيل، عبر إعلان رئيس وزراء إسرائيل عن تبني «استراتيجية الأخطبوط» ضد النظام الإيراني، الهادفة ليس للاكتفاء بضرب «أذرعه» حسب هذه الاستراتيجية؛ بل بضرب «رأس الأخطبوط»، الأمر الذي تقوم به إسرائيل من خلال عمليات أمنية متزايدة ومحددة الأهداف في إيران.
وللتذكير، تندرج هذه السياسة الإسرائيلية فيما عرف تاريخياً بعقيدة بن غوريون، القائمة على امتلاك إسرائيل وحدها للقدرة النووية العسكرية في المنطقة. وتعتبر إسرائيل أن سباق تسلح نووي في المنطقة لن يكون لمصلحتها، بسبب عنصر الجغرافيا، وأيضاً عنصر الإمكانات المختلفة التي توظف في هذا المجال. ولذلك يبقى هدف إقامة شرق أوسط خالٍ من كافة أسلحة الدمار الشامل أمراً أكثر من ضروري في المنطقة.
الجمود الذي أصاب المفاوضات النووية زاد من حدة التوتر والتصعيد السياسي في المنطقة، وكذلك ساهم في تصعيد حدة المواجهة بالوكالة سياسياً، وعلى الأرض في المسرح الاستراتيجي الشرق أوسطي.
الجميع يريد إنقاذ الاتفاق النووي؛ لأن البديل هو الدخول في المجهول. والخلاف يقوم حول التعديلات والضمانات المطلوبة من داخله ومن خارجه. الخلاف أيضاً يشمل كيفية إحداث الربط المطلوب بين إعادة تفعيل الاتفاق من جهة، وإقامة تفاهمات إقليمية دولية في المنطقة من جهة ثانية حول القضايا الساخنة، والتي تتغذى وتغذي انسداد الأفق أمام إحياء الاتفاق النووي، عبر تحصينه بتفاهمات تصبح جزءاً منه وأخرى حاضنة له. تفاهمات تتعلق بشكل خاص بالأمن الإقليمي والأمن الوطني لدول المنطقة، وبالاتفاق على منظومة قواعد تنظم وتحكم وترعى العلاقات بين الدول، وتقوم على احترام سيادة هذه الدول، وعدم التدخل تحت أي مسميات أو عناوين بشؤونها الداخلية. إنه سباق بين التوصل إلى تفاهمات كبرى مترابطة في مواضيعها، في المنطقة، وبين انتشار الحرائق وتمددها، أياً كانت العناوين التي تجري تحتها وباسمها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي آفاق للاتفاق النووي أي آفاق للاتفاق النووي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon