توقيت القاهرة المحلي 06:29:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما جرى وقد يجري في موسكو مع أزمة «فاغنر»

  مصر اليوم -

ما جرى وقد يجري في موسكو مع أزمة «فاغنر»

بقلم - الدكتور ناصيف حتي

استعراض القوة الذي قامت به ميليشيات «فاغنر» في روسيا، بقيادة رئيسها ومؤسسها يفغيني بريغوجين، سواء كان ما حصل محاولة انقلابية أوقفت أو أفشلت في بداياتها أم محاولة عرض عضلات وتوجيه رسائل ولو دونها الكثير من المخاطر، لاقتطاع حصة أكبر من قالب حلوى السلطة وتحديداً المؤسسة العسكرية، انتهى بتسوية قد تكون موقتة. تسوية تلافت حصول صدام عسكري لم يكن من الممكن التنبؤ بتداعياته المباشرة واللاحقة. منذ البداية كان واضحاً أن قيادة «فاغنر» اعتبرت أن صراعها هو مع وزير الدفاع وقيادة الأركان وليس مع السلطة السياسية؛ سلطة الرئيس بوتين. صراع يحكمه ازدياد الحدة في تنافس المصالح والأدوار مع ازدياد دور «فاغنر» على الصعيد الدولي في الأماكن الساخنة. ويذكر البعض في هذا الصدد بالصراع الذي انفجر قتالاً في السودان بين الجيش وبين «قوات التدخل السريع» وذلك في إطار المقارنة مع قياس الفارق.

التاريخ الحديث يشهد على الصراعات بين القوة العسكرية الرسمية وبين الميليشيا، أياً كان الاسم الذي تحمله أو الدور الذي تقوم به هذه الأخيرة في دول عديدة عانت من صراعات من هذا النوع في الماضي. التسوية أو الإخراج الذي جاء به الرئيس الروسي عبر حليفه الاستراتيجي، رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، لاحتضان قوات «فاغنر» كان بمثابة خيار ثالث إلى جانب خيارين أعلن عنهما الرئيس بوتين وهما الانضمام إلى المؤسسة العسكرية أياً كانت فروعها أو الذهاب إلى البيت بالنسبة للمقاتلين.

ما حصل ليس نهاية مسار لـ«فاغنر» أو للعلاقة بين السلطات الروسية وبين الميليشيا. تلك التي شكلت الذراع العسكرية لروسيا في أماكن عديدة في العالم وبخاصة في النقاط الساخنة في الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا، وكذلك الأمر في أفريقيا في كل من السودان ومالي وليبيا وأفريقيا الوسطى، مع تمدد مستمر لهذا الدور في القارة السمراء، إلى أوروبا في الحرب الدائرة في أوكرانيا. ويرى أكثر من مراقب أن تموضع فاغنر في بيلاروسيا قد يهيئ لأدوار أخرى مستقبلاً في بعض الدول الأوروبية المحاذية «للمقر الجديد» لهذه القوات، وذلك بالتنسيق بين الجارين الحليفين. وللتذكير فقد بدأت «فاغنر» نشاطاتها عام 2014 مع إعلان روسيا عن ضمها لشبه جزيرة القرم وانفجار الصراع مع أوكرانيا.

ويقول أكثر من مراقب إنه إذا كانت الورقة الاقتصادية هي ذراع الصين الشعبية للدخول القوي إلى أفريقيا فإن «فاغنر» هي الورقة العسكرية الأمنية لروسيا وريثة الاتحاد السوفياتي لإعادة صوغ دورها ونفوذها في القارة الأفريقية. القارة التي صارت لأهميتها المتزايدة في الجغرافيتين الاستراتيجية والاقتصادية ملعباً للتنافس بين القوى العظمى والكبرى وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية والصين الشعبية.

وقد وجه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف رسالة واضحة وهامة في هذا المجال، قائلاً إن «فاغنر» ستستمر في دورها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وأماكن أخرى بالطبع.

ففي ليبيا مثلاً، هنالك تقاطع مصالح بين دول عربية صديقة للغرب وروسيا فيما يتعلق بطبيعة السلطة التي يجب قيامها والتي تساهم حرب «فاغنر» في «مسرح المواجهة» في ليبيا في دعم ذلك على أرض الصراع.

إن إعادة ترتيب العلاقات في البيت الروسي، وبشكل خاص في الشق الأمني العسكري وبالتنسيق الواضح، تسهيلاً للأمور عندما تدعو الحاجة كما شاهدنا، مع الحليف الاستراتيجي البيلاروسي، هي عنوان المرحلة المقبلة غداة رسالة العصيان التي وجهتها «فاغنر». رسالة وصلت إلى أصحابها ويجري التعامل معها، لإعادة ترتيب لهذه العلاقة والإمساك بشكل أفضل بتلك «الورقة» وتطويعها وليس لإلغائها، مع ما لذلك من تداعيات مستقبلاً على الدور والوزن والمكانة لهذه الأداة العسكرية ذات الوظيفة الاستراتيجية لموسكو في بقاع مختلفة من العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما جرى وقد يجري في موسكو مع أزمة «فاغنر» ما جرى وقد يجري في موسكو مع أزمة «فاغنر»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 08:38 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس
  مصر اليوم - تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon