توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دم الشهيدة!

  مصر اليوم -

دم الشهيدة

بقلم - محمد أمين

اغتال العدو الصهيونى الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة بدم بارد، دون حساب للمطبعين العرب.. السؤال: هل خدم التطبيع العربى القضية الفلسطينة، وهى المفترض أنها قضية العرب الأولى والمحورية؟.. وهل خفف التطبيع العربى «الضغط» على فلسطين؟.. أم أن إسرائيل تمادت تحت غطاء التطبيع فى قهر الشعب الأعزل؟.. لقد كانت إسرائيل تخشى الغضب العربى والمظاهرات العربية وتستحى قبل التطبيع.. ولكنها الآن أصبحت أكثر شراسة فى التعامل مع الفلسطينيين وتغولًا فى القدس والمسجد الأقصى، وأصبحت تقتحم الأقصى وتعتقل المصلين من داخل المسجد، لأنها لا تخشى مقاطعة ولا مظاهرات ولا حتى احتمالات الغضب!
الكارثة أن تل أبيب لم تعتذر حتى عن واقعة اغتيال شيرين أبوعاقلة، ولم تقم بإجراء تحقيق فى الحادث الذى تابعه الملايين، كما أن الجزيرة التى كانت تضع أسماء الصحفيين على شريط الأخبار لتطالب بدمائهم لم تفعل ذلك، ولم تطالب بدم شيرين أبوعاقلة، وأخشى أن تذهب الجريمة بلا حساب ولا عقاب، فى ظل صمت عربى مذهل، وفى ظل حالة من التراخى والتودد تجاه العدو الذى أصبح يُلقب أبناؤه بأبناء العم!.. وبقيت فلسطين وحدها تدين جريمة الاحتلال، وتندد به!

وقد كانت إسرائيل «تمثل» زمان أنها تُجرى تحقيقًا وتوقف إطلاق النار، وتوقف قتل المدنيين، عندما كانت تعمل حسابًا للغضب العربى، وكانت مكالمة واحدة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك كفيلة بإعطاء تمام بانتهاء العمليات ووقف إطلاق النار!

مهما فعلت إسرائيل ستظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وإن راح العشرات فى سبيل هذه القضية، وبالمناسبة فإن شيرين أبوعاقلة ليست أول ضحية ولن تكون الأخيرة، ولكن حظها أن تسقط شهيدة فى زمن التطبيع العربى مع إسرائيل، فى الوقت الذى تنتهج فيه إسرائيل سياسة قتل المدنيين فى القدس بحق أبناء الشعب الفلسطينى ومقدساته وأرضه!

إنها السياسة التى تنتهجها تل أبيب منذ سنوات تجاه الصحفيين بهدف طمس الحقيقة وتزييف الواقع، بالتوازى مع عمليات تطبيع منظمة وممنهجة دون الاحتجاج على ذلك فى وجه المعتدين أبناء العم الجدد.. فهل اكتشفنا هذه العلاقة العائلية هذه الأيام فقط؟!

وأكاد أقول إن إسرائيل لم تحسب حسابًا لكل المهرولين تجاه التطبيع معها، ولم تعتذر حتى لترفع الحرج عنهم، فكأنهم لم يخدموا القضية كما قالوا.. وإنما حاولوا خدمة إسرائيل وحدها بكل أسف!

وتنسى حكومة تل أبيب أن «شيرين» عاشت وترعرعت فى القدس، وإن كان أصلها يرجع إلى بيت لحم.. وتنسى كذلك أن الأجيال التى عاشت فى القدس سوف تموت أيضًا من أجل القدس، دون أن تهنأ إسرائيل بالتطبيع أو تضع أقدامها فى القدس!.. لن تنجح إسرائيل فى محو هوية القدس بقتل كل أبناء القدس.. فالقصة ليست فى بقاء شيرين أو رحيلها، هناك مليون شيرين، فإذا ماتت شيرين فإن فلسطين لن تموت!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دم الشهيدة دم الشهيدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon