توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بداية الإبحار!

  مصر اليوم -

بداية الإبحار

بقلم - محمد أمين

من وقت لآخر أحاول أن أعود لما كتبته فى أيام سابقة، وتأخذنى الأحداث لأرجع بالذاكرة شهورًا وسنوات.. أقلب فى الأفكار وأفتش فى المواضيع، وأجد أنه يمكن أن يجمعها جامع، وأن أضعها فى كتاب.. وعُدت بهذه الذكريات والكتابات إلى أيام بعيدة كنت أسجلها فى «كراستى»، وأخذنى الزمن إلى أوراق الطعمية، وأوراق سور الأزبكية.. كانت الكتابات قوية، وكان بعضها ساذجًا. احتفظت بها لنفسى ولم أعرضها على أحد، حتى أعرف إن كانت ذهبًا أم فالصو!.

وفى «كراستى» أسرار لم أبُح بها أبدًا.. بدأت بحالة من الغزل العفيف.. ثم تحول إلى وطنيات، وتعلقتُ فى هذه الفترة ببطولات عنترة بن شداد، وحالة الحب العذرى لابنة عمه عبلة.. وكنت كلما ذهبت إلى الساقية فى القرية، أتذكر العين والنخيل.. وكنت لا أخشى حكايات الذئب والثعلب، وهما يختبآن فى الذرة.. ورحت أكتب الشعر والقصة، وأدوّن ذلك فى «كراستى»!.

وكنتُ أعرض ما أكتب على بعض الأصدقاء، وكانوا يستحسنون ذلك.. وكنت أقرأ فى صفحات الثقافة والأدب كل ما تقع عليه عيناى.. وقد كانت الصحف تهتم بذلك، وتستكتب الأدباء الكبار.. الآن تعتبر الثقافة رفاهية.. وعرفت الأدباء والشعراء وحضرت الندوات فى صمت.. لا أقول إننى شاعر، ولا أقول إننى كاتب.. دائمًا عندى شعور بأننى لم أكتب أجمل ما عندى بعد!!.

وظلت «كراستى» تلازمنى مع مرور الوقت.. أعود لأقرأ ما فيها وأضحك.. كانت تجارب بسيطة.. وكنت أقيّمها بعين الناقد، وأمزقها.. صحيح ربما أخطأت، لكننى كنت أؤمن بأن الكاتب الذى لا يمزق ما يكتب لن يكتب أفضل ما عنده.. وكان ذلك أول درس فى الصحافة.. ألّا تقدس ما تكتب.. فتشبعت بهذه الفكرة.. وآمنت أكثر بأن الكتابة فى «الصحافة» غير الكتابة فى «الكتب».

كانت «كراستى» تعطينى بعض المشاعر.. أتذكر كل سطر وكل كلمة ثم أبتسم وأمضى.. كانت كما قال نزار فى قصيدة «كراستى الزرقاء»: أُمشِّطُ فوقها شَعْرى.. أنامُ.. أفيقُ عاريةً.. أسيرُ.. أسيرُ حافيةً.. على صفحاتِ أوراقى السماوية.. على كراستى الزرقاء.. أسترخى على كَيْفى.. وأهربُ من أفاعى الجِنْسِ والإرهابِ.. والخوف، وهكذا كان لكل كاتب «كراسة»!.

ومع مُضى السنين لم أشعر أننى فعلت شيئًا.. فلا أكتب ذلك أبدًا.. ولا أنقل هذا الشعور لغيرى.. فقط شعور «هاوٍ» يستمتع بما يكتب.

سُئل الفنان العالمى عمر الشريف عن مشواره، قال إنه لا يشعر بأنه قدم شيئًا.. قال: «ماذا فعلت يعنى؟ كنت بحفظ بعض الكلمات وأقولها أمام الكاميرا.. لا أنا زويل ولا مجدى يعقوب».. ذُهل المذيع وقال: بل أنت عمر الشريف!!.

القاعدة: «اقرأ أكثر تكتب أكثر».. وأحيانًا يتواضع كاتب ولا يتواضع آخر. الكاتب كلما أبحر يرى نفسه بعيدًا، لم يُدرك مراده.. أتحدث عن أن الكاتب «الحقيقى» يكون أكثر رزانة.. أما الكاتب «المحدث» فيرى أنه الكاتب الوحيد والأوحد.. وأنه الأفضل المفضل، وخير من أنجبت البلاد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بداية الإبحار بداية الإبحار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon