بقلم - محمد أمين
حاول الغرب نصب فخ للرئيس بوتين لدخول أوكرانيا.. وتم استدراجه، وسقط بوتين بالتأكيد.. ولكنه كان يدافع عن أمن بلاده. كما حاول الغرب شيطنة بوتين بادعاء أنه قد يستخدم السلاح النووى.. ونجحت آلة الإعلام الغربية فى نشر أخبار الحرب من جانبها، بالطريقة التى تريدها، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إننا لن نستسلم لبوتين، ولن نسمح له بلَىّ ذراعنا لتجويع العالم وأضافت أنه يأخذ العالم رهينة.. وتمت شيطنة بوتين، حتى إنهم قالوا إنه سيضرب أوروبا، وعلى رأسها أوكرانيا، بالسلاح النووى!.
وكان الرد من جانب السفير الروسى فى بريطانيا، حينما تحدث لـ«بى بى سى».. فقال إن «بلاده لا يمكن أن تستخدم أسلحة نووية تكتيكية فى أوكرانيا».. وقال أندريه كيلين إنه وفقًا للقواعد العسكرية الروسية، لا يتم استخدام مثل هذه الأسلحة فى نزاعات مثل هذه.. وأضاف أن روسيا لديها أحكام صارمة للغاية لاستخدامها بشكل أساسى عندما يكون وجود الدولة نفسه مُهدَّدًا، ولا علاقة لذلك بالعملية الحالية.
وعندما وضع الرئيس الروسى قواته النووية فى حالة تأهب قصوى، فى أواخر فبراير الماضى، بعد وقت قصير من بدء الحرب، كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه «تحذير»!.
ونفى «كيلين» أيضًا قيام القوات الروسية بقصف المدنيين، وقال إن مزاعم ارتكاب جرائم حرب فى بلدة بوتشا «افتراء»، واستشهد ببيان رئيس بلدية بوتشا، الذى قال: إن القوات الروسية غادرت، كل شىء نظيف وهادئ، والمدينة فى حالة طبيعية.. ومعناه أن كل هذا مختلق وكل هذا افتراء وكل هذا تلفيق، هدفه عرقلة المفاوضات!.
المُلاحَظ أن السفراء لم يتركوا الساحة خالية لنهش لحم بوتين وشيطنته.. وتدخل السفير الروسى فى بريطانيا لتوضيح الأمور، ومواجهة الدعاية الغربية، ووصفها بالافتراء.. وقال إن العقيدة السوفيتية لا تستخدم السلاح النووى إلا عندما تكون الدولة مُهدَّدة، وهذه الحالة لا تنطبق علينا الآن.. وهو درس لكل السفراء المصريين بضرورة التحرك عندما تكون مصر فى خطر.. أو تكون مصر محتاجة لتوضيح وجهة نظرها!.
فمثلًا فى قضية سد النهضة كان السفراء بإمكانهم عقد ندوات واستدعاء الخبراء لتوضيح وجهة النظر المصرية فى سد النهضة.. فمصر ليست ضد تنمية إثيوبيا ولا ضد توليد الكهرباء، وأظن أنها كان بإمكانها توريد الكهرباء لإثيوبيا بدلًا من بناء سد الخراب!.
اللافت أن إثيوبيا حاولت أيضًا شيطنة مصر والتأكيد أنها لا تريد لها تنمية ولا كهرباء، وهو ذات الأسلوب الغربى فى الدعاية، وذات الأسلوب الغربى فى الافتراء وقلب الحقائق.. ما يجعلنا نؤكد أن هناك دولًا وراء إثيوبيا فى ملف سد النهضة!.
باختصار، ما كان ينطلى على العالم زمان لم يعد ينطلى على العالم الآن.. وكل الكلام عن شيطنة بوتين هو نفسه ما أصاب مصر فى قضية سد النهضة، فتعقدت الأمور.. مع أن الأطراف المحرضة لو استراحت بعيدًا فسوف تنْحَلّ عقدة أوكرانيا وسوف تنْحَلّ عقدة سد النهضة أيضًا!.