توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العودة إلى سيوة!

  مصر اليوم -

العودة إلى سيوة

بقلم : محمد أمين

مرة أخرى أعود إلى سيوة.. خلال موسم الدفن فى الرمال، المعروف بموسم السياحة العلاجية، كنا خمسة أصدقاء. تجمعنا بعد اعتذارات كثيرة، فى النهاية كانت هذه المجموعة.. فيها من يحضر لأول مرة، وهنا كانت القصة والمتعة.. أو الاشتغالة.. تحول البعض إلى معالج يشرح للجروب طريقة العلاج بالملح والرمل.. ومن يذهب إلى سيوة لا ينساها!

أحد الأصدقاء كان نجم الرحلة يتكلم ويشرح ويتقدم المجموعة ويقول أنا العمدة.. فسألته: عمدة إيه؟.. قال: أنا عمدة الجيزة أو الشرقية.. زملاء كثيرون يرون صور المجموعة على وسائل التواصل فيعلقون: خدونا معاكم.. وعندما يمر العام وتنتظر المسافرين تكثر الاعتذارات ولا أحد يصدق فى الكلام ولا الوعد!

المهم يرد صاحبنا العمدة فيقول: إنتو هتربطوا معيزكم جنب معزة العمدة؟ كلام العمدة كوم وكلام الخفر كوم تانى!

وعاش دور العمدة وقدمنا المتأخرين فى الطقوس إلى المحاكمة.. وارتدى العمدة جلبابه وقفطانه، فبدا كتاجر المواشى، فأطلقنا عليه لقب الحاج عبده تاجر المواشى، فاستحسن الاسم، ونفس اللحظة جاءت إحدى البنات فى الرحلة وقد أعجبت به وسألته: إنت بتشتغل إيه يا أستاذ؟.. كانت تريد أن تعرف ولكنه بحسه الفكاهى قال: شغال فى السوق.. قالت له: سوق إيه بجد؟ قال: سوق المواشى.. شايفه الجلابية!

وكان صاحبنا صحفيًا كبيرًا عمل أربعين عامًا فى بلاط صاحبة الجلالة، لم يبق منها غير الذكريات.. قابلت فلانًا وحاورت علانًا وكنت فى وفد كذا، وابتسم وراح يسخر من كل شىء!

كانت النكتة حاضرة، ولم نتكلم فى السياسة ولا الصحافة، ولم نقدم الدروس للجيل الجديد.. لأنها لم تنفعنا، وربما تضر الجيل الجديد. حاولت الفتاة أن تخفف عن صاحبنا آلام الحاضر فقالت: طب والنبى لايق عليك تجارة المواشى وأكسب لك.. هى الصحافة بتكسب زى المواشى. وانفجرنا فى الضحك، وبحسه الفكاهى قال: قل للزمان ارجع يا زمان، بصوت أم كلثوم!

الرحلة هذه المرة ألطف، وأصبحت لدينا خبرة الغمر فى الرمل والاستسلام لأبناء الشيخ السنوسى، وأصبح فينا ألف خبير.. كأننا جميعًا إخصائيون.. البعض يريد أن يأخذ جرعة أكبر.. والإخصائى يقول لا.. إنه علاج بحساب، هل ينفع أن تأخذ جرعة زائدة من الدواء؟

هذه رحلة استشفاء وسياحة كلها مكاسب للجسد المنهك.. لا شىء فيها يضر.. حلاوتها فى طقوسها السريعة.. يذهب إليها جميع الناس يشكون من الآلام الجسدية والنفسية ويعودون مبتسمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى سيوة العودة إلى سيوة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon