توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رب السيف والقلم!

  مصر اليوم -

رب السيف والقلم

بقلم : محمد أمين

أقصد بالطبع محمود سامى البارودى.. ومعلوم أنه أخذ لقبه من اسم بلدته إيتاى البارود بالبحيرة، وذاع صيته فى مجال الشعر والعسكرية المصرية، ولُقِّب برب السيف والقلم.. وهو شاعر ووزير مصرى وُلد عام 1838م من أسرة مؤثرة لها صلة بأمور الحكم. نشأ طموحًا.
تبوأ مناصب مهمة بعد أن التحق بالسلك العسكرى، وقد ثقف نفسه بالاطلاع على التراث العربى، ولاسيما الأدبى، فقرأ دواوين الشعراء وحفظ شعرهم وهو فى مقتبل عمره. أُعجب بالشعراء المُجددين مثل أبى تمام والبحترى والشريف الرضى والمتنبى وغيرهم!

وهو رائد مدرسة البعث والإحياء فى الشعر العربى الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية. ولقد تولى وزارة الحربية، وكان التعليم وحده سبيلًا للترقى إلى أعلى الدرجات، ليس وزيرًا فقط ولكن رئيس وزراء أيضًا!

وُلد محمود سامى فى 6 أكتوبر 1839م فى القاهرة، لأبوين من أصل شركسى من سلالة المقام السيفى نوروز الأتابكى (أخو برسباى). وكان أجداده ملتزمى إقطاعية إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، ويجمعون الضرائب من أهلها. يعتبر البارودى رائد الشعر العربى الحديث الذى جدّد فى القصيدة العربية شكلًا ومضمونًا.

نشأ البارودى فى أسرة على شىء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطًا فى الجيش المصرى برتبة لواء، وعُيّن مديرًا لمدينتى بربر ودنقلا فى السودان، ومات هناك، وكان محمود سامى حينئذ فى السابعة من عمره!

اللافت للنظر أن الدنيا كانت مفتوحة أمام الجميع، ويعمل فى معية الخديو، ويتركه إلى عمل آخر ثم يضيق بالعمل المكتبى، فيهرع إلى الجندية مرة أخرى، فلا يمنعه أحد حتى يصبح كبير الياوران لولى العهد، ثم يعود إلى الخديو سكرتيرًا خاصًا وكاتمًا لسره فلا يمنعه أحد.

ويتقلب فى كل المناصب ويكتب الشعر وينتقل إلى الأستانة فيجيد التركية والفارسية، فيتعرف عليه الخديو إسماعيل فيعود به فى معيته وحاشيته، ثم يعود فى نهاية المشوار إلى بلده، فيضيق بالعمل الديوانى فى القصر، ثم يعود إلى الجندية ليصبح وزيرًا للحربية!

تلقى البارودى دروسه الأولى، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيئًا من الفقه والتاريخ والحساب، حتى أتمَّ دراسته الابتدائية عام 1267هـ/ 1851م، حيث لم يكن هناك فى هذه الفترة سوى مدرسة واحدة لتدريس المرحلة الابتدائية، وهى مدرسة المبتديان، وكانت خاصة بالأسر المرموقة وأولاد الأكابر!

تخرج فى المدرسة المفروزة عام 1855م برتبة «باشجاويش»، ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطانى.. يعد محمود سامى البارودى أول من كتب مقدمة لديوان شعرى فى العصر الحديث، وتكمن وظيفة الشعر عند البارودى فى وظيفة، هى: «تهذيب النفوس، وتدريب الأفهام، وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق».

تأثر شعر البارودى بالنهضة الأدبية فى العصر الحديث، والتى أظهرت الاختلافات بين القديم والجديد، نتيجة لانتشار الثقافة العربية والاتصال بأوروبا عن طريق زيادة عدد المبتعثين الذين تخصصوا فى فروع الأدب فى الجامعات الغربية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رب السيف والقلم رب السيف والقلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon